“الثوري”- ثقافة :
د/ عبدالحكيم الفقيه
قل لأيلول : عد ضاحكا كالينابيع في أول الصبح والضوء، نحن افتقدناك منذ انقلاب القبائل والكهنوت، وأنت الذي علم الناس كي يدركوك وكي يسلكوا تحت سقف السماء وأعناقهم مشرئبة مثل الجبال.
****”
كانت الأرض دائرة، والزمان يلف مع الكون، كانت أناشيد أيوب ملهمة والأغاني، وكنا على ثقة أن نسير إلى غدنا لا مشانق منصوبة أو حبال.
****
علمتنا المدارس والجامعات الحياة وفن التعامل، صنعاء كانت لها القلب والروح، لا فرق بين الشمال وبين الجنوب وبين المشارق بين الغروب، وكنا سواسية في المدى والدروب، نعالج أسقامنا في المشافي، وأيلول ملهمنا في القوافي، فلا قلق يعتري صفنا أو وبال.
*****
دولة الحب كانت لنا، عدن تتوهج في ظل تشرين، تمخر أوردة العاشقين وتركض صوب النجوم، وصنعاء مفتونة بالقبائل والخمرة “البلدي”, لها سحنة الطين والزارعين ، فمحراثها لهجة ونبال
****
أخرج الكهف أوساخه زاعما قربه من نبي السماء، ونحن على هذه الأرض مستندين على نور أيلول، فانبجس الغل ” واخترطت ربعات النظام ” ، وابتدأت لغة الحرب تهرف،، لم يخطر الوضع في أي بال.
*****
سندس الأرض طرزه الدمع والدم كي ترتقي الناس، تذكر أن احمرار البيارق من شريان الشهيد، وما أكثر الشهداء الذين بنوا صرح أيلول ، ذادوا عن الطين والأمنيات وصاروا بخارا لأحلامنا والرؤى وجروا في الينابيع وابتسموا في ثغور التلال.
*****
الفراشات غبراء، واللون من دون زركشة وظلال، النسائم مأهولة بالشذى، والمروج مبللة بالأريج، وصفصافة الجدول القروي برغوتها تمنح الشمس خاناتها كالمرايا وصوت الصبايا يكركر في رقة ودلال.
****
يظهر الناس في القنوات كما الببغاء، يشهدون على كل شيء بزور، واحقادهم ترتدي البذلات، وتغمس أقلامهم في دواة النفاق. ألا ليت شعري هل يستعيد الضمير نقاوته أم سيركض كالقاطرات على سكك الاختلال؟
***
يصطفي البحر نورسه في الصباح المطير، ويمتد فوق الرمال ككاوية تعتني بالقماش، ويرتد في الموج حتى يخيف القوارب، والبحر يشكو من البرد والريح والابتلال.
****
وطن بين كماشة المستبد وبين لعاب الغريب الذي يتأهب للاحتلال.
20 أغسطس 2024
تعز.