آخر الأخبار

spot_img

تقرير: الغارة الإسرائيلية على اليمن تسبب للحوثيين خسائر بالملايين

الثوري – تقارير

يمن فيوتشر – “إسرائيل هيوم” – ترجمة غير رسمية

من جهة أخرى، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز”، الأحد، أن خبراء في الدراسات اليمنية قالوا إن الهجوم لن يردع الحوثيين عن مهاجمة إسرائيل مجددا، بل قد يعزز دوافعهم للقيام بذلك. وتوقعوا أن يكتسب الحوثيون قوة سياسية في اليمن والعالم العربي، في حين سيعاني المواطنون اليمنيون من الهجوم.

ولكن المقال لم يأخذ في الاعتبار الأضرار الاقتصادية التي قد تلحق بالحوثيين، والتي قد تكون هائلة بالنسبة لمنظمة “إرهابية” من بلد فقير يخوض حربا طويلة الأمد، رغم الدعم الإيراني المتزايد المحتمل في أعقاب الهجوم.

– الهدف الرئيسي في مكافحة الإرهاب الحوثي

وفي الأشهر الأخيرة، تعرضت الحديدة لهجمات عدة من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، لكن دولة أخرى كانت قد حددت قبل سنوات ميناء الحديدة كهدف رئيسي في الحرب ضد المنظمة الإرهابية: الإمارات العربية المتحدة.

اليمن منقسم عمليا بين ثلاث قوى رئيسية، هي: “مجلس القيادة الرئاسي”، والحكومة اليمنية وحلفاؤهما: القوات المشتركة والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسيطر على معظم أنحاء البلاد، والحوثيون وحلفاؤهم، وتنظيم القاعدة.

الحديدة هي مدينة ساحلية تقع في محافظة الحديدة غربي البلاد، ويسيطر الحوثيون على معظمها. ويعد ميناء الحديدة شريان الحياة الرئيسي لأراضي الحوثيين، حيث يستوردون عبره كميات كبيرة من السلع والأغذية، وبحسب عدة مصادر، بما في ذلك تقديرات إسرائيلية، الأسلحة. وعليه، يعتبر نقطة استراتيجية بالغة الأهمية.

“وتخضع محافظة تعز، المحاذية للحديدة من الجنوب، لسيطرة القوات المشتركة، وهي تحالف يضم نحو 40 ألف مقاتل بقيادة أحد نواب الرئيس، طارق صالح، وتدعمه الإمارات والسعودية.”

– “النصر الذهبي”

منذ العام 2016، اقترحت الإمارات العربية المتحدة على الأميركيين شن هجوم بحري على ميناء الحديدة، الذي اعتبرته شريان الإمداد الرئيسي للجماعة “الإرهابية”، وأن الاستيلاء عليه سيجبر الحوثيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. عارض الأميركيون العملية، إما لأنهم لا يريدون التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط، وإما لأن الميناء يخدم أيضا في جلب المساعدات الإنسانية.

ورغم المعارضة، لم تستسلم الإمارات، بل قامت بتدريب نحو 25 ألف جندي يمني وأعدتهم لعملية الاستيلاء على الميناء.

وفي يونيو/حزيران 2018، توغلت القوات في الحديدة وحاولت السيطرة عليها في إطار عملية “النصر الذهبي”. وحاولت الإمارات إقناع الأميركيين بدعم القوات في حربها ضد الحوثيين، بهدف السيطرة على الميناء في نهاية المطاف. وقال بيتر سالزبوري، كبير المستشارين في المعهد الملكي البريطاني “تشاتام هاوس”، في ذلك الوقت، إن السيطرة على ميناء الحديدة من شأنها أن تحرم الحوثيين من مئات الملايين من الدولارات من الإيرادات.

ولكن للأسف عارض الأميركيون مرة أخرى، وبعد قتال متواصل لمدة ستة أشهر انتهت العملية عملياً بوقف إطلاق النار دون الاستيلاء على الميناء. وفي العام 2021 انسحبت القوات، واستعاد الحوثيون السيطرة الكاملة على الحديدة.

ومن المتوقع أن تؤثر الضربة الإسرائيلية ليس فقط على الحديدة بل على كل أراضي الحوثيين بما في ذلك العاصمة صنعاء. ورغم أن من المبكر تقييم مدى الضرر الذي لحق بالجماعة المدعومة من إيران، إلا أنه يمكن القول بالفعل إنها تضررت بشكل كبير.