الثوري/ محمد عبد الوهاب الشيباني
منذ عامين كاملين أترقب صدور هذا الكتاب بصورته النهائية.. لم يكن بعيدًا عني هو في أرشيفي وأمامي بشكل دائم. سبق وصدر بنسخ تجريبية عديدة لكني لم أكن راضياً عنه..
اليوم فقط صدر بشكله الجديدة وإخراجه المميزة كأول كتاب مطبوع يصدر عن (منصة خيوط)، لأن محتواه بالكامل نشرته المنصة خلال أسابيع عدة منذ كنت مستكتباً فيها وقت اطلاقها في مارس 2020، تحت عنوان (سيرة الظل- في المقهى حكاؤون بذاكرة من شجن قديم). أما الكتاب فهو عبارة عن جزء من سيرة مختلفة لشخص بسيط جدًا عاش أحداث مدينة صنعاء منذ قدم إليها من إحدى قرى مديرية آنس بمحافظة ذمار في العام 1958 والتحاقه بالمدرسة العلمية بموقعها الكائن اليوم بالقرب من ميدان التحرير.
بذاكرة متقدة استحضر عبد الرحمن غالب الحرازي أحداث متنوعة بتفاصيلها الدقيقة والفاعلين فيها من موقع المشاهد غير المثقل بالحسابات، فصار سلسلة من الحكايات التي تبرز تحولات المدينة حتى منتصف السبعينات.
استدعى مني تحرير المادة، التي جمعت مادتها في سلسلة لقاءات مع الراوي الثمانيني في مقهى شعبي بصنعاء، إنتاج سياق مواز للنص الشفهي الذي استحضره الحرازي وهذا السياق هو جملة التعليقات على الوقائع والضبط التاريخي للأحداث.
كتاب بسيط للغاية لكنه مترع بالحكايات المهملة التي لم يخض في تفاصيلها من قدموا أنفسهم صناعًا الحدث في مذكراتهم لاعتبارات شتى، يستطيع قارئ الكتاب تفكيكها.
جاء في تقديم الكتاب للأستاذ لطف الصراري:
” في كتاب ” فنون الأدب الشعبي في اليمن” يصف عبد الله البردّوني الأهازيج والحكايات الشعبية بـ “أدب الشعب”. تلك الأهازيج والحكايات والأمثال التي تسقط منها أسماء مبتكريها ومطوِّريها، وتنسب إلى ” الشعب” الذي نبتت في بيئته وترعرعت في ثقافته عبر العصور، وهكذا فإن “سيرة الظل” هي رواية الشعب للثورة وتحولاتها، وعبد الرحمن الحرازي واحد من أفراد هذا الشعب الذين شاركوا في صناعة الحدث العظيم دون أن يلبسوا بزَّات الأبطال أو يعلقوا نياشين التكريم”.