(المكلا – حضرموت) – “صحيفة الثوري”:
تشهد مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت شرق اليمن، حالة من الغضب الشعبي المتصاعد، في ظل تدهور غير مسبوق في خدمة الكهرباء، وتراجع مستمر في الأوضاع المعيشية والخدمات العامة، ما أثار موجة استياء واسعة تجاه ما يصفه المواطنون بـ“غياب المسؤولية” من قبل السلطة المحلية.
وبحسب مصادر محلية، فقد بلغت انقطاعات الكهرباء خلال الأيام الماضية ذروتها، حيث تجاوزت سبع ساعات متواصلة في بعض المناطق، مقابل ساعتين فقط من التشغيل، في وقت تعاني فيه المدينة من ارتفاع حاد في درجات الحرارة، ما زاد من معاناة المواطنين اليومية.
وترافق الانهيار في قطاع الكهرباء مع سلسلة أزمات متشابكة، أبرزها الارتفاع الكبير في أسعار السلع الغذائية، وانعدام المشتقات النفطية، وتردي مستوى الخدمات في قطاعات حيوية، الأمر الذي دفع الأهالي لربط ذلك بما وصفوه بـ”فشل الإدارة المحلية في أداء واجباتها تجاه السكان”.
وفي ظل هذا الوضع المتأزم، ضجّت منصات التواصل الاجتماعي بنداءات غاضبة، حذّرت من احتمال تصاعد الاحتجاجات إذا لم يتم التدخل بشكل عاجل. وعبّر ناشطون عن خيبة أملهم من الوعود الرسمية المتكررة التي لم تُترجم إلى خطوات ملموسة، معتبرين أن تلك التصريحات لم تكن سوى “مسكنات إعلامية” لا تتناسب مع حجم الكارثة.
وطالب ناشطون ومواطنون بإعلان حالة طوارئ خدمية في المكلا، تتضمن وضع خطة إنقاذ عاجلة لمعالجة أزمة الكهرباء وتحسين جودة الخدمات، محذرين من أن استمرار هذا التدهور قد يؤدي إلى انفجار شعبي لا تُحمد عقباه.
الجدير بالذكر أن المكلا كانت تُعرف خلال السنوات الماضية بكونها من أكثر المدن اليمنية استقراراً من حيث الخدمات، إلا أن تراجع الأداء الخدمي في الآونة الأخيرة بات يهدد هذا الاستقرار، ويثير مخاوف حقيقية بشأن مستقبل الأوضاع في المدينة والمحافظة بشكل عام.