آخر الأخبار

spot_img

الاشتراكي اليمني من ثورة التحرر إلى تمكين المرأة وبناء الدولة

“صحيفة الثوري” – كتابات:

 نادية الصراري

تحلّ علينا الذكرى الـ47 لتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني، والذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، التي انطلقت ضد الهيمنة الاستعمارية البريطانية وشارك فيها شعبنا اليمني بكل فئاته موحداً بروح النضال الوطني جنوباً وشمالاً ولتحرره من ظلم النظام الإمامي في 26 سبتمبر والاستعمار البريطاني في 14 أكتوبر.

كانت الثورة نتاج عن تنسيق وتعاون بين أحرار الجنوب والشمال ، وانخرط فيها الرجال والنساء، يجمعهم روح النضال والحلم بالحرية والاستقلال، والتخلص من عقد من الهيمنة الاستعمارية والملكية الاستبدادية، تواقين للمدنية والحداثة ، وحكم العدالة والقانون.

وقد أُقيم النظام الاشتراكي في جنوب الوطن كأحد منجزات الثورة، وأسهم في انتعاش الجنوب وازدهاره، وكان لبناءالشمال دور كبير ومشاركة أبناء الجنوب

بهذا الانتعاش الحضاري على حد سواء، كما وقف الحزب في مواجهة الاستغلال الرأسمالي العالمي والإمبريالية المتوحشة وناهض كل أشكال التمييز الطبقي والاستعلائي، الذي يهين الإنسان ويصنفه على أساس الطائفة أو الجنس أو الطبقة.

لقد كان الحزب يؤمن بكرامة الإنسان، ويرفع من شأن آدميته، ويؤسس لمواطنة متساوية تصان بالعدالة والقانون، في إطار دولة الحقوق والحريات.

كما تصدّر الحزب الاشتراكي نضالًا آخر، وهو نضال الحداثة، والازدهار، والعلم، والعمل، وتكافؤ الفرص بين المرأة والرجل في الحياة الاجتماعية والسياسية.

فقد نالت المرأة الجنوبية، في السبعينيات، كافة حقوقها في التعليم والعمل وانخرطت بفاعلية في الحياة الاجتماعية والسياسية وتحررت من الأنماط الاجتماعية التقليدية التي كانت تقيد المرأة في محيط يفتقر حينها لبسط الحقوق والمساواة.

وقد سابقة امرأة الجنوب الرجل في شتى الميادين:عسكريا،ومدنيًا وعلميا، وتجاريًاومارست مختلف المهن وتقلدت أرفع المناصب وأبدعت في الفن والعمل، وأصبح لها تاريخ محفور في الوجدان بحروف من نور.

فكانت عايدة سعيد ضمن قيادة اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي، وحميدة زكريا أول قاضية في الوطن العربي، وانتصار هواش أول مظليه على مستوى الوطن العربي، إلى جانب إعلاميات وفنانات كان لهن الصدارة في المشهد الإعلامي والثقافي والفني.

كما كان للحزب الاشتراكي دور نبيل في توحيد اليمن وإعادة اللحمة الوطنية، ونسيان الماضي الأليم، فكان السباق لنبذ الخلاف، وتحقيق الوحدة في 22 مايو بتوحيد شطري اليمن، وبعد حرب 1994، أعيدت اللحمة من جديد.

واليوم، نجدد العهد والعمل ومتمسكين بأهداف الثورة والتسامح والحرية وداعمين لدولة المؤسسات والتي تمثل ارادة الشعب وتحافظ علي كرامته وخياراته الوطنية.

وبرغم ما خلفته الحرب من فوضى وخراب منذ 2014، نؤمن نحن كحزب وشعب أن هذه المرحلة لا بد أن تطوى، وأن إرادة الشعب ستنتصر على الظلم والفساد، وستعاد يمن الرخاء من جديد، وستلبس ثوب الحرية والمجد، وتتوج بالنهضة والازدهار، وستسود يمننا المدنية والعدالة والاستقرار.