آخر الأخبار

spot_img

“جيل زد” يقود انتفاضة مدغشقر… احتجاجات الفقر تطيح بالرئيس عسكرياً

(تانا) – “صحيفة الثوري”:

أعلنت وحدة النخبة في جيش مدغشقر، المعروفة باسم وحدة “كابسات”، أنها استولت على السلطة بعد قرار الجمعية الوطنية عزل الرئيس أندري راجولينا بتهمة “التهرب من واجباته”.

وقال الكولونيل ميكاييل راندريانيرينا، قائد الوحدة، في بيان تلاه أمام مبنى حكومي في العاصمة أنتاناناريفو: “لقد استولينا على السلطة”، مؤكداً أن الهدف من التحرك هو “إنقاذ البلاد من الفوضى السياسية والانقسام المتصاعد”.

راجولينا يغادر البلاد بعد حل البرلمان

يأتي هذا التطور بعد ساعات من إعلان الرئيس راجولينا حل الجمعية الوطنية في خطوة تصعيدية ضد المعارضة التي تقود احتجاجات واسعة منذ أسابيع للمطالبة برحيله.

وفي كلمة مسجلة من “مكان آمن”، قال راجولينا إنه نجا من محاولة اغتيال، مؤكداً رفضه الاستقالة وتمسكه بـ”احترام الدستور”، لكنه اختفى لاحقاً عن الأنظار وسط أنباء متضاربة عن خروجه من البلاد.

وقال زعيم المعارضة البرلمانية سيتيني راندرياناسولونيايكو إن الرئيس غادر مدغشقر الأحد على متن طائرة عسكرية فرنسية، فيما نقلت وسائل إعلام فرنسية أنه توصل إلى اتفاق مع الرئيس إيمانويل ماكرون لتأمين خروجه.

باريس تدعو لاحترام الدستور

وفي تعليق من مدينة شرم الشيخ المصرية، عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “قلق كبير” إزاء الوضع في مدغشقر، داعياً إلى “الحفاظ على النظام الدستوري” وعدم استغلال الفصائل العسكرية غضب الشارع.

وقال ماكرون إن فرنسا “صديقة للشعب الملغاشي” وتتفهم مظالم الشباب، لكنها ترفض أي مسار يقود إلى انهيار الدولة.

احتجاجات متصاعدة تقودها “الجيل زد”

تزامن الانقلاب مع موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ 25 سبتمبر/أيلول، بدأت بسبب نقص المياه والكهرباء وتفاقم الفقر، ثم تحولت إلى حركة شعبية واسعة ضد الفساد وسوء الإدارة.

وأفادت الأمم المتحدة بمقتل 22 شخصاً وإصابة نحو مئة في الأيام الأولى للتظاهرات، فيما تواصلت المسيرات الثلاثاء بمشاركة واسعة من شباب “الجيل زد” والموظفين الحكوميين الذين دعتهم النقابات إلى الإضراب.

ورُصدت في العاصمة لافتات معادية لفرنسا كتب عليها “اخرجي يا فرنسا” و”راجولينا وماكرون اخرجا”، في تعبير عن الغضب الشعبي من النفوذ الفرنسي في البلاد.

وتعيش مدغشقر، الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي ويبلغ عدد سكانها نحو 32 مليون نسمة، على وقع أزمة اقتصادية خانقة، إذ يعيش أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر، ما يجعل مستقبلها السياسي والاجتماعي مفتوحاً على كل الاحتمالات.