آخر الأخبار

spot_img

نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني: الحزب يتمسك بشرعية الدولة ويدعو لإنهاء الانقسام وبناء اليمن الاتحادي

“صحيفة الثوري” – حوارت:

أجرى موقع “يمن ديلي نيوز” حواراً مع نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني تناول فيه مواقف الحزب من التطورات السياسية والعسكرية في البلاد، ورؤيته للتعامل مع انقلاب جماعة الحوثي، وجهوده في استعادة الدولة وإنهاء الحرب.

وتطرق الحوار إلى تقييم أداء مجلس القيادة الرئاسي، وموقف الحزب من التكتلات السياسية الجديدة، والعلاقة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، إضافة إلى رؤيته لمستقبل العملية السياسية في ظل استمرار الانقسامات وإطالة أمد الحرب وتأثيرها على الحياة الحزبية والمدنية في اليمن.

(نص الحوار كما نشره موقع يمن ديلي نيوز):

  • تعيش اليمن أوضاعاً استثنائية بعد انقلاب جماعة الحوثي واجتياحها للعاصمة صنعاء وسيطرتها على مؤسسات الدولة.. ماهي رؤية الحزب الاشتراكي اليمني للتعامل مع انقلاب الحوثيين؟

–     لقد كان للحزب الاشتراكي اليمني رؤية معلنة تتعلق بموقفه من انقلاب الحوثيين، وطرحت للنقاش كمبادرة من الحزب عام 2015م، والحزب الاشتراكي اليمني كان وما يزال يرى بأن الانقلاب الحوثي هو انقلاب على شرعية الدولة ومشروع بناء الدولة الديمقراطية الحديثة التي يناضل الحزب من أجل تحقيقه منذ أن تأسست فصائله في نهاية الخمسينات، والحزب الاشتراكي اليمني مشارك في كافة الرؤى الجماعية التي طرحت من قبل الأحزاب السياسية وشركائهم من مؤسسات المجتمع غير السياسية والتي تمخضت عن مؤتمر الرياض الأول وتجسدت في الإعلان الصادر عن المؤتمر.

  • مالدور الذي لعبه الحزب الاشتراكي في الجهود السياسية الرامية لاستعادة الدولة وإنهاء الحرب؟

–     كان الحزب الاشتراكي اليمني من المبادرين في وضع رؤية استعادة الدولة وإدارتها التي أقرتها الأحزاب السياسية في أواخر عام 2015 وقدمتها للسلطة الشرعية، وكان الحزب مشارك في تأسيس التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية عام 2018م، وهو عضو في التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية التي حل محل التحالف الوطني، وهذا التكتل وذلك التحالف الهدف الرئيسي لكل منهما يتمثل في إنهاء الانقلاب والحرب واستعادة الدولة والعودة إلى العملية السياسية وتحقيق الانتقال لبناء الدولة الاتحادية بأفق حديث ومدني.

التشكيلات العسكرية

  • البلاد تتقاسمها التشكيلات العسكرية وينتشر السلاح بشكل غير مسبوق.. أين يقف الحزب الاشتراكي اليمني من هذا؟

–    انطلاقًا من أن الحزب الاشتراكي اليمني يتمسك بشرعية الدولة، فإن هذه الشرعية تقتضي أن تكون الدولة هي من لها الحق بامتلاك السلاح وامتلاك جيش وطني يحمي أمن الوطن والمواطن ويدافع عن سيادة واستقلال البلاد، وبالتالي تعتبر أية تشكيلات عسكرية لا تخضع لوزارة الدفاع هي تشكيلات غير شرعية.

  • مالذي يجب عمله إذا؟

–    يجب إيجاد حل لمثل هذه الظاهرة، وأن يتم إخضاع هذا الحل للدستور والقانون النافذ.

مستقبل المعركة

  • ماهي توقعاتكم في الحزب الاشتراكي اليمني لمستقبل المعركة مع الحوثيين؟

–   يتحدث الحزب الاشتراكي اليمني باستمرار بأن حسم المعركة مع الحوثي وتحقيق السلام يتطلب توافر شروط ذلك، وفي المقدمة، إنهاء حالة التشرذم والانقسامات السياسية والعسكرية في صفوف السلطة الشرعية وداعميها بما يمكنها من جعل السلام ضرورة وجودية للحركة الحوثية، ويجعل الدولة مؤهلة، من خلال جيش واحد وسلطة واحدة وقرار واحد، لبسط سلطتها على كل أنحاء البلاد وفرض حكم القانون على الجميع.

الحياة السياسية

  • تعيش البلاد حالة حرب وباتت التشكيلات المسلحة تسيطر على البلاد، لكننا نجد الأحزاب تحتفي بالحياة السياسية.. برأيك ما دلالة هذا الاحتفاء بالحياة المدنية؟

–     دلالة الاحتفاء بالحياة المدنية والسياسية في ظل سيطرة التشكيلات العسكرية غير الشرعية على المشهد اليمني في كل أنحاء البلاد، هي أن اليمنيين بغالبيتهم العظمى يتمسكون بالحياة المدنية والروابط السياسية بين المواطنين التي تمثلها المؤسسات المدنية وفي مقدمتها مؤسسات المجتمع الكبرى- الدولة المدنية الحديثة التي يطمح اليمنيون إلى العيش في ظلها، دولة القانون والحق والمواطنة المتساوية.

مجلس القيادة الرئاسي

  • ثلاث سنوات ونصف من عمر مجلس القيادة الرئاسي.. كيف يقيم الحزب الاشتراكي اليمني أداء المجلس؟

–    ينعكس الانقسام السياسي والعسكري بصورة سلبية على أداء مجلس القيادة الرئاسي الذي يعاني هو الآخر من هذا الانقسام.

  • كيف أثر هذا الانقسام على أداء المجلس؟

–    الانقسام جعل أداء المجلس متعثرًا يفتقد إلى الفاعلية ووحدة القرار، الأمر الذي أدى بدوره إلى فشل السلطة الشرعية ممثلة في هيئات الدولة المختلفة، ومنها مجلس القيادة الرئاسي، في فرض حكم القانون وإدارة المناطق المحررة بكفاءة وتحقيق الأمن والاستقرار فيها، وتعثرت هذه الهيئات في تنفيذ المعالجات لهذا الفشل والمتجسدة في إعلان نقل السلطة واتفاق الرياض على الرغم من مرور أكثر من ثلاث سنوات على صدور إعلان نقل السلطة وما يقرب من ست سنوات منذ التوقيع على اتفاق الرياض.

تكتل الأحزاب

  • العام الماضي أعلن في عدن تشكيل تكتل الأحزاب والمكونات السياسية والحزب الاشتراكي اليمني لاعب أساسي في هذا التكتل.. مالعوامل التي تضمن نجاح هذا التكتل وضمان عدم تكرار التجارب السابقة؟

–   يتطلب نجاح تكتل الأحزاب والمكونات السياسية الالتزام الصارم بالمهام والأولويات المشتركة التي تضمنها برنامجه السياسي، والتخلي عن المشاريع والمصالح الصغيرة لكل حزب ومكون، ووضع الأيديولوجيات الخاصة بكل حزب جانبًا فيما يتعلق بالعمل المشترك، والتحرر من روح الغنيمة في التعامل مع الدولة ممن يشاركون في السلطة، والتخلي عن شد الأعضاء والأنصار بإيجاد خصوم هم في الأصل شركاء في العمل السياسي أو في إدارة الدولة، وهي عوامل لم يظهر الالتزام بها حتى الآن.

  • ماهي الجهود التي تجري لتجاوز ماذكرت؟

–    هناك جهود تجري لإيجاد مناخات مناسبة للعمل المشترك في هذا الائتلاف لكي يحقق المهام المشتركة لأعضائه، ويجب أن يجري العمل على إجراء مصالحات بين أعضائه لإزالة أسباب الخلاف والتي توجد في الممارسات العملية.

الاشتراكي والانتقالي

  • الحزب الاشتراكي اليمني والمجلس الانتقالي الجنوبي.. أين يلتقي وأين يتقاطع الحزب الاشتراكي اليمني مع المجلس الانتقالي؟

–    الحزب الاشتراكي اليمني يعمل ويتواجد في كل أنحاء اليمن، وهو حزب سياسي مدني، ورؤيته بشأن حل القضية الجنوبية معلنة والمتمثلة في إقامة دولة اتحادية وإزالة آثار حرب 1994م.

  • هناك الآن وضعاً جديداً وباتت هناك قوى تسيطر عسكرياً ليس الانتقالي وحده.. كيف يمكن تحقيق رؤية اليمن الاتحادي؟

–    يرى الحزب الاشتراكي اليمني بعد نشوب الحرب ضرورة استيعاب المستجدات بإيجاد إطار خاص لحل القضية الجنوبية في أية مفاوضات سلام قادمة كما حدث في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، واستيعاب رؤى القوى الجديدة التي أنتجتها الحرب.

الحزب يدعو إلى إيجاد مصالحة سياسية تشمل المكونات الجنوبية، ومنها المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يمتلك مكون عسكري وسياسي، والحزب يدعو إلى مواصلة الحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي ومؤتمر حضرموت الجامع للمشاركة في التكتل الوطني وتحقيق مصالحة سياسية بين أحزابه ومكوناته من خلال العمل على إزالة عوامل الخلاف وتحقيق الأولويات والمهام المشتركة.

طول أمد الحرب

  • نعود للحرب التي تعيشها البلاد حيث تدخل اليمن العام الحادي عشر للحرب.. ما تفسيرك لطول أمد هذه الحرب؟

–    طول أمد الحرب أسبابه معروفة، أولاها استمرار الانقسامات في إطار السلطة الشرعية، وثانيها الصراع الجيوسياسي بين دول الاقليم، وثالثها الصراع الجيوسياسي بين الدول الكبرى للسيطرة على مقدرات الإقليم، ومنها اليمن، بموقعها الاستراتيجي وثرواتها التي ما تزال كامنة في باطن الأرض.

  • هناك من يحمل الأحزاب مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع متناسياً دور التمرد المسلح الذي انقلب على الحياة المدنية.. ما مدى صحة هذا الطرح؟

–   يتحمل مسئولية الحرب وما آلت إليه أوضاع اليمن من شتات وتمزق وتدخلات أجنبية الثورة المضادة والمتمثلة في تحالف النظام القديم والنظام البائد.

  • والأحزاب السياسية ألا تتحمل جزءً من المسؤولية؟

–    ما من شك أن الأحزاب السياسية الممثلة في اللقاء المشترك التي كانت جزءً من شرعية الفترة الانتقالية تتحمل جزءً من فشل عملية الانتقال الديمقراطي وتمكين الثورة المضادة من الانقلاب.

  • لماذا؟

–     بسبب ممارستها لاستراتيجية الخذلان لبعضها في إطار الحكومة الانتقالية، وتخاذلها في العمل على نقل السلطة، مما جعل النظام القديم يحتفظ بسيطرته على مؤسسات الدولة بما في ذلك الجيش والأمن، ومكنه ذلك من الانقلاب وتسليم الدولة للمليشيا المشتركة لطرفي التحالف.

آثار الحرب

  • مامن شك أن الحرب ألحقت الأثر بالعمل السياسي برمته.. ماهي الآثار التي طالت الحزب الاشتراكي؟

–    لقد أدت الحرب إلى انقسامات سياسية ومجتمعية وجهوية، وهي انقسامات مامن شك أنها انعكست على الأحزاب والحياة السياسية، ومنها الحزب الاشتراكي اليمني، الذي له امتداد في كل أنحاء البلاد، وخلقت مراكز نفوذ تتمثل في أمراء حروب، الأمر الذي ترتب عليه إضعاف دور الأحزاب السياسية وتهميشها، وبالتالي قلل من أهمية العمل السياسي والروابط السياسية وأنعش الروابط العصبية- الجهوية والقبلية.

ومن مهام التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية العمل على إعادة الدور السياسي للأحزاب والقوى السياسية وإعادة الاعتبار للسياسة وإحلالها محل استخدام العنف والسلاح.


المصدر: موقع يمن ديلي نيوز