“صحيفة الثوري” – ثقافة وفكر:
سعدي يوسف
كان الشيوعيُّ الأخيرُ يقولُ إن نشيدَنا الأُمميّ ملتبسٌ قليلاً …
قرنانِ قد مَـرّا عليهِ
تَخافَقَتْ في الريحِ والأمطارِ راياتٌ تعالَتْ باســمِـهِ
وتَنَكَّسَتْ أخرى
وما عادتْ نُحاسيّاتُ موسيقاهُ موسيقى الشبيبةِ
في مسيراتِ الشــوارعِ …
إنّ كلَّ مظاهراتِ اليومِ ، تبدأُ بالقَـيـاثِـرِ
لا الطبول …
و ثَـمَّ شـيءٌ قد يُقالُ عن الأغاني
والفضاءِ
وعن جنونِ الأغنيــاءِ …
مضى الشيوعيُّ الأخيرُ يُـعَـدِّلُ الكلماتِ ، شيئاً ، إذْ يُغَنِّــيها :
هُـبُّــوا ضحايا الإضطهادِ
ضحايا هَولِ الأغنياءْ
بُركانُ الفِكْـرِ في اتِّـقادِ
إننا آيةُ الســماءْ …
…………………..
………………….
………………..
لكنَّ ما يضَعُ الشيوعيَّ الأخيرَ بمأزقٍ ، هوَ :
مَن سيسمعُهُ إذا غنّـى؟
إنْ كانت الكلماتُ من قرنَينِ
أو من لحظةٍ
أو مِن زجاجٍ …
مَن سيسمعُهُ إذا غـنَّـى؟
لندن – 2006