(تعز) – “صحيفة الثوري”:
كشف تقرير حديث صادر عن مرصد الحريات الإعلامية (مرصدك)، اليوم الأربعاء، تحت عنوان: “مصائد الخوف.. انتهاكات ضد الصحفيين اليمنيين أثناء التنقل والسفر”، عن تصاعد مقلق في حجم الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون أثناء عبورهم نقاط التفتيش العسكرية التابعة لمختلف أطراف النزاع في اليمن.
وبحسب التقرير، فإن النقاط الأمنية التي يفترض أن تكون وسيلة لحماية حياة المواطنين وضمان أمنهم، تحولت إلى أداة قمع يومية تستهدف الصحفيين وتعرضهم لشتى صنوف الانتهاكات، ابتداءً من التفتيش القسري ومصادرة الأجهزة الإلكترونية، وصولاً إلى التهديد والابتزاز المالي والاعتقال.
وأشار التقرير، المستند إلى عمليات رصد ميداني واستبيانات فردية وتحليل نفسي وقانوني، إلى أن 76.2% من أصل 42 صحفياً وصحفية شملهم الاستبيان في عشر محافظات، أكدوا تعرضهم لتفتيش أجهزتهم الإلكترونية، فيما قال 51.5% إنهم تعرضوا لابتزاز مالي مباشر. كما وثقت شهادات متعددة عمليات تهديد بالاعتقال، ومصادرة للهواتف، فضلاً عن الإهانات اللفظية والجسدية التي غالباً ما ترتبط بكشف الهوية المهنية للصحفي.
وأوضح التقرير أن مجرد حمل بطاقة صحفية أو وجود مواد إعلامية في الهواتف أو أجهزة الحاسوب يكفي لتعرض الصحفي لانتهاكات تبدأ بالتحقيق الميداني وتنتهي أحياناً بالمصادرة أو الاعتقال. كما بين أن الخطر يتفاوت تبعاً للجهة المسيطرة على نقاط التفتيش، لكن القاسم المشترك بينها جميعاً هو استهداف المهنة الصحفية كذريعة للانتهاك وغياب المساءلة.
وسلط التقرير الضوء على خطورة هذه الممارسات من الناحية النفسية والمهنية، حيث أشار 69% من الصحفيين المشاركين إلى أن حريتهم وصحتهم النفسية تأثرت بشكل مباشر، بينما امتنع 12% عن التنقل كلياً خوفاً من التعرض لانتهاكات جديدة، وهو ما يشكل تهديداً حقيقياً لاستمرار العمل الصحفي الحر في اليمن.
وخلص المرصد إلى أن هذه الممارسات تمثل خروقات جسيمة للدستور اليمني والقوانين المحلية والمواثيق الدولية، داعياً كافة أطراف النزاع إلى وقف استهداف الصحفيين، كما دعا منظمات المجتمع المدني والهيئات الدولية إلى التحرك العاجل لحماية الحريات الإعلامية وتهيئة بيئة آمنة للعمل الصحفي.

