آخر الأخبار

spot_img

إصحوا يا عرب… الضربة القادمة على من؟

“صحيفة الثوري”- كتابات:

د. فائزة عبدالرقيب

الغارة الإسرائيلية التي أُعلن عنها قبل قليل على قيادة حماس في قطر، الذين حضروا اليها لاستكمال المفاوضات بين الحركة وتل ابيب لتحرير الرهائن، تكشف الوجه الحقيقي لما يجري في الشرق الاوسط.

قطر، التي قدمت جهودا جليلة لخدمة مصالح امريكا، لم تحظ بأي احترام او تقدير، وهو ما يؤكد مرة اخرى ان واشنطن وتل بيب لا تنظران الا الى مصالحهما وحدها. القوة هي اللغة للجميع، ولا اعتبار لأي تحالفات او وساطات عربية مهما كان حجمها او قيمتها.

الدول العربية التي تراهن على عمق علاقتها بالولايات المتحدة او على التطبيع مع اسرائيل، مدعوة اليوم لإعادة تقييم سياساتها. اي اعتقاد بأن هذه العلاقة توفر حماية من الضربات المستقبلية خاطئ وخطير. التاريخ والمعطيات الراهنة تثبت أن المصالح الامريكية والاسرائيلية تتجاوز اي حدود، وأن اي استنكار او ادانات عربية لن تؤثر في القرارات الميدانية.

ما نشهده في غزة من تدمير وقتل، وما رافقه من صمت امريكي وغطرسة اسرائيلية، يؤكد أن من يراهن على التحالفات الظاهرية قد يكون الضحية القادمة. الدول العربية التي لم تفهم بعد أن العالم يُدار بمنطق القوة، وأن مصالحها ليست الا ورقة يستخدمها الاخرون لتحقيق اهدافهم، ستدفع الثمن عاجلا ام آجلا.

الدرس واضح، الرهان على الحماية الاجنبية او الاعتماد على التطبيع لن يمنع اي ضربة قادمة، والضحية قد تكون اي دولة او كيان يعتقد أنه خارج دائرة الخطر. الاستمرار في هذا الوهم يعني تكرار اخطاء الماضي، وربما دفع ثمن باهظ من دماء وعجز سياسي.

العرب مدعوون للاستيقاظ واعادة قراءة الواقع الدولي بدقة، لأن الاستمرار في علاقات مبنية على مصالح الاخرين فقط سيؤدي الى مزيد من الضحايا والمفاجآت المؤلمة.

السؤال الان، على من ستكون الضربة القادمة؟ وهل هناك من يستعد لحماية مصالحه قبل فوات الأوان؟