آخر الأخبار

spot_img

انفجار صاروخ نووي في روسيا يخلف 7 قتلى ويثير مخاوف بشأن الإشعاع

موسكو- صحيفة الثوري: 

قالت وكالة الأرصاد الجوية الروسية إن مستويات الإشعاع التي رُصدت عقب الانفجار الغامض الذي وقع أثناء اختبار محرك صاروخ يعمل بالطاقة النووية في شمال البلاد، وأسفر عن مقتل سبعة أشخاص، كانت أعلى مما أعلنته السلطات في البداية، ما أثار موجة من التساؤلات بشأن طبيعة الحادث ومدى خطورته.

وأوضحت وكالة “روشيدروميت” الحكومية أن أجهزة الاستشعار في مدينة قريبة من موقع اختبار الصواريخ في نينوكسا، على الساحل الشمالي المطل على القطب الشمالي، سجلت ارتفاعاً في مستويات الإشعاع تراوح بين أربعة أضعاف وستة عشر ضعفاً عن المعدل الطبيعي، مباشرة بعد الانفجار الذي وقع على منصة إطلاق عائمة يوم الجمعة، واستمر نحو ساعة ونصف قبل أن تعود المستويات إلى طبيعتها.

وأضافت الوكالة أن هذه الزيادة تُعد محدودة نسبياً، لكنها تفوق بكثير ما أعلنت عنه السلطات في البداية، حين قالت إن الارتفاع لم يتجاوز الضعف.

في المقابل، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن موسكو أبلغتها بأن مستويات الإشعاع في منطقة أرخانغلسك المحيطة بالموقع تبقى ضمن الحدود الآمنة.

لكن منظمات بيئية، بينها “غرينبيس”، شككت في دقة البيانات الروسية، مشيرة إلى أن قياساتها المستقلة أظهرت ارتفاعاً وصل إلى عشرين ضعف المعدل الطبيعي. وقال منسق الطاقة في المنظمة قسطنطين فومين لشبكة “ABC” الأميركية إن “المشكلة الحقيقية ليست في الخطر الإشعاعي، بل في غياب الشفافية”.

ويُعتقد أن الانفجار وقع أثناء اختبار صاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية يُعرف باسم “بوريفيستنيك” (Burevestnik)، أو “سكاي فول” (Skyfall) وفق تسمية حلف “الناتو”، وهو سلاح كان الرئيس فلاديمير بوتين قد وصفه سابقاً بأنه من “الجيل الجديد من الأسلحة الروسية ذات المدى غير المحدود”.

ونقلت شبكة “ABC” عن مسؤول أميركي قوله إن الانفجار “يرجح أنه حدث أثناء اختبار الصاروخ”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة رصدت بالفعل ارتفاعاً في الإشعاع قرب موقع الحادث.

وقد أثارت طريقة تعامل السلطات الروسية مع الحادث مقارناتٍ مع التعتيم الذي رافق كارثة تشرنوبل عام 1986، إذ حاولت موسكو في البداية التقليل من شأن الحادث ونفي علاقته بالإشعاع، قبل أن تعترف تدريجياً ببعض التفاصيل.

وكانت الإدارة المحلية في المدينة القريبة من موقع الانفجار قد نشرت بياناً تحدث عن ارتفاع الإشعاع ثم سارعت إلى حذفه من موقعها الإلكتروني، فيما التزمت وسائل الإعلام الحكومية الصمت ليومين قبل أن تُقرّ مؤسسة “روس آتوم” بأن الاختبار استخدم “مصدر طاقة إشعاعي صغير”. كما نقلت وكالة “تاس” عن مصادر طبية أن الأطباء الذين عالجوا المصابين نُقلوا إلى موسكو بعد توقيعهم اتفاقات بعدم الإفصاح عن المعلومات.

أما الكرملين، فاكتفى المتحدث باسمه دميتري بيسكوف بالقول إن “الجهات المختصة تتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المواطنين”، رافضاً الخوض في التفاصيل.

وتفاقم الغموض بعد ورود تقارير متضاربة حول خطط لإخلاء قرية نينوكسا القريبة من موقع الانفجار، إذ نُقل عن مسؤولة محلية دعوتها السكان للاستعداد للمغادرة، قبل أن ينفي حاكم المنطقة ذلك ويصفه بأنه “محض هراء”.

وقال مدير قسم الطاقة في “غرينبيس روسيا” راشد أليموف إن “الوضع يعكس حالة من التضارب الكبير في المعلومات، والناس يعيشون وسط غياب شبه كامل للحقائق”.