آخر الأخبار

spot_img

الرفیق الشهید عبدالجبار شاهر علي (ماجد) بطل من الزمان الصعب

الثوري – في الذاكرة/

 

فوزي العريقي:

هو الرفیق الذي أقضّ مضاجع النظام الاستبدادي، في إحدی لیالي صنعاء الباردة، ولمدة طویلة.
انتمی الشهید الی «حزب العمل اليمني» أحد الفصائل الخمس التي شكلت حزب الوحدة الشعبیة الیمني «فرع الحزب الاشتراكي الیمني فی شمال الوطن»، وانتقل الی تعز، وهو العدني المولد والتربیة، نشط بین طلبة القسم الداخلي، وفي القطاع الطلابي بشكل ادق.

عمل كمتعاقد في مشروع المرتفعات الجنوبیة، محافظة تعز.

بتوجیهات حزبیة انتقل مع رفاق آخرین الی منظمة حزب الوحدة الشعبیة فی صنعاء.

في وقت لاحق توجه الی عدن مع رفیقین آخرین الی عدن، لحضور دورة تدریبیة، عبر المناطق الوسطی.

منذ 1981 حدثت موجة اعتقالات في منظمة صنعاء، استشهد الرفیق المهندس محمد عبدالله عبدالقاهر، تحت التعذيب، في دهالیز الامن الوطني، واستشهد في سبتمبر من العام ذاته الرفيق یحيى محمد صالح خازندار، بجانب فیلا الوزیر علي البحر، قرب بنك التسلیف الزراعي.

في 4 ابریل 1982، جرت محاولة لإقتحام احد المنازل الحزبیة، من قبل عناصر من الجهاز المركزي للأمن الوطني، فی المربع نفسه الذي استشهد فیه الرفیق یحي خازندار، لكن الرفیق عبدالجبار، تصدی لهم، وناوش العناصر المحیطة بالمنزل، مما مكن الرفیقان علي عبدالرشید، راوح طاهر، من مغادرة المنزل بسلام، وبقي معه صبی (محمد عبدالله مثنی)، هو شقیق احد الرفاق (عبدالله عبدالله مثنى)، وظل یقاوم، من أكثر من منفذ من منافذ المنزل، وفي نفس الوقت كان یتلف الوثائق.

قاوم الرفيق (ماجد)، حتی استشهاده، وقبل ذلك وجه الصبي الصغیر برفع قماش ابیض وتسلیم نفسه للمهاجمین.
بعد استشهاده قامت القوة المهاجمة، بربط جثة الشهید الی احدی الآلیات وسحله، من أمام المنزل باتجاه وزارة العدل والقیادة العامة، الی میدان التحریر، بحسب شهود عیان.

اصدرت منظمة الحزب في صنعاء بیاناً بعد استشهاد الرفیق (ماجد)، نشر فی احدی النشرات، وتلقیت البیان من احد الرفاق، ولم یثبت فیه تاریخ استشهاد الرفیق، أو اصداره.

في نهایة الثلث الأول من الشهر الجاري قام جهاز الأمن اللاوطني، بمداهمة احد بیوتنا الحزبیة في مدینة صنعاء، وقد كان في البیت – حینها – احد الرفاق ورفیق آخر (اصغر سناً).

وعند محاولة المداهمون من اجبار الرفیقین، قاوم رفیقانا المهاجمین، في الوقت الذي قاما بإعدام ما في البیت من وثائق.

عندما فشل المداهمون في اجبار الرفیقین علی الاستسلام، استعانوا بآلیات ثقیلة منها دبابة احضروها لقصف المنزل، وعندها فقط تمكنت أجهزة السلطة من اقتحام البیت، لتجد الرفیق عبدالجبار قد سبقهم واطلق النار علی نفسه، وصار جثة هامدة، ولكن بعد ان تمكن رفیقنا العظیم من انجاز مهمته في اتلاف الوثائق حتی لا تقع في أیدي السلطة الرجعیة، كما تمكن خلال مقاومته الباسلة، من قتل وجرح عدد لایستهان به من المهاجمین برصاص سلاحه، بعد تبادل اطلاق النار بینه وبین المهاجمین لفترة لیست قصیرة.

لقد شهدت صنعاء تلك اللیلة معركة حقیقیة خاضها رفیقنا العظیم مع أجهزة قمع النظام الفاشي، قاوم فیها ببسالة نادرة، وضرب أروع آیات التضحیة والفداء، ولقن أجهزة السلطة درسا قاسیا لم تتوقعه ولن تنساه ابداً.

لقد قدم رفیقنا الشهید نموذجاً حیاً لمعنی المسؤولیة المناطة به، والقدرة علی البذل والعطاء والتضخیة بالنفس في سبیلها، والاخلاص للحزب والوفاء لقضایا شعبنا العادلة.

إن حزبنا العظیم خلال مسیرة نضاله الطویلة، قدم ولایزال یقدم، من أجل أهداف شعبنا النبیلة، قافلة طویلة من الشهداء كان آخرها رفیق الدرب الشهید عبدالجبار شاهر، ولن یكون الاخیر، طالما بقیت اهداف شعبنا النبیلة غیر منجزة، وطالما ظل استقلال وسیادة بلادنا مهدورین وظلت الحریات العامة وابسط الحقوق الانسانیة فیه مصادرة من قبل القوی الغارقة في مستنقع التخلف والعمالة والتبعیة.
نهیب.. بكل الاضاع في منظمتنا، خلال لقاءاتها، الوقوف دقیقة حداداً علی روح الرفیق شهید حزبنا العظیم الرفیق عبدالجبار شاهر اجلالاً وتقدیراً ووفاء منا له، ولكل شهداء حزبنا وثورتنا ووطننا، ووعداً منا كذلك علی مواصلة الدرب الذي وهب الشهید روحه الطاهرة من أجل السیر فیه.
المجد والخلود للشهید عبدالجبار شاهر