صحيفة الثوري-كتابات:
وضاح الأحمدي
محمد ناجي سعيد.. المناضل الفذ والمرجعية السياسية والاجتماعية، رحل اليوم عن دنيانا الفانية، وترك خلفه إرثًا من القيم والمبادئ الإنسانية والوطنية التي ستستقي منها الأجيال طويلًا، ـ إن قررت الانتماء للقيم النبيلة والحياة من أجل العامة لا من أجل فتات شخصي هو أدنى من مستوى الالتفات إليه.
فقيدنا الكبير عاش أيامه الأخيرة بصمت الحكماء وفضّل النأي بنفسه عن صخب الحياة وزخارفها، زاهدًا يهدي إلى المعنى الحقيقي للحياة، ـ معنى أن تعيش من أجل الأهداف السامية، مناضلًا من أجل الوطن والشعب والقضايا المصيرية ـ، كان امتدادًا حقيقيًا لصف طويل من المناضلين الأوائل، مناضلي الثورة والاستقلال، جيل المرحلة الأصعب في تاريخ بلادنا، حاملي البندقية والقلم ومعاول البناء والتشييد معًا، وبكل صبر وجلادة وانتماء وطُهْر.. يا له من جيل استثنائي ونادر.. واصل الفقيد نضالاته الصعبة رافضًا لوحدة الضم والإلحاق ولاقى إزاء ذلك صنوفًا من العذابات التي لا تُحتمل.
أيا رفيقنا محمد ناجي سعيد، سنفتقدك ملهمًا إنسانيًا ومعقل نضال عصي، جذوة تُضيء وتشعل فينا حماسة الوطن.
رحمك الله وأحسن مثواك.