آخر الأخبار

spot_img

الاشتراكي وصناعة الوعي من أجل التغيير (الحلقة الخامسة عشرة)

“صحيفة الثوري” – كتابات:

عبدالجليل عثمان

الآثار المترتبة على نتائج حرب صيف 94م

تناولت الدورة الاستثنائية الموسعة للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني في 6 سبتمبر94م عقب نهاية الحرب موقف الحزب بشأن ما جرى في البلاد من أحداث خطيرة أبرزها كارثة الحرب والانفصال. (1)

.. وقد اتخذت قرار بشأن ادانة كارثة الحرب والانفصال.. وما سببته من أضرار بالروابط الوطنية بين أبناء الوطن الواحد وما خلفته من هلاك آلاف القتلى والجرحى ومن آثار نفسية اجتماعية واقتصادية وثقافية في اليمن وخصوصا في المحافظات الجنوبية.

وقد رأت اللجنة المركزية للحزب في هذه الكارثة الوطنية فشلا لكافة القوى السياسية الفاعلة في البلاد وفي مقدمتها أحزاب الائتلاف الثلاثي، ورأت أن حل الخلافات السياسية والاقتتال هو طريق اليأس الذي يتعارض مع مصالح المجتمع والشعب ويقود البلاد الى الدمار والهلاك والتخلف… وطالبت القوى السياسية السعي لتصحيح المسار السياسي في البلاد للحيلولة دون تكرار حل الخلافات السياسية عبر الحرب واستخدام القوة واحلال لغة الحوار والحلول السياسية محلها. كما دعت اللجنة المركزية الى إنهاء استمرار مظاهر الحرب والعنف في البلاد، وتوفير الظروف المثلى لأعادة البناء واصلاح ما دمرته الحرب في كافة المجالات، كما وقفت اللجنة المركزية أمام قرار الانفصال وهو القرار الذي وقعت به بعض العناصر القيادية الحزبية اليائسة متجاوزة هيئات الحزب الشرعية ومسيئة الى فكر الحزب ووثائقه وتاريخه من خلال المساس بأبرز أهداف الحزب خلال مسار نضاله الشاق والطويل.

وقد أكدت على معالجة نتائج الحرب والانفصال وتسوية الآثار المترتبة عليهما وتحقيق الوفاق الوطني حسب مضامين وثيقة العهد والاتفاق وطرح الحزب الاشتراكي شعار اصلاح مسار الوحدة وإزالة آثار الحرب إلا أن حليفى الحرب (المؤتمر والاصلاح) استكبروا وغلبت عليهم عقلية المنتصر، لأنهم لا يريدوا بناء دولة القانون في اليمن.

كما قدم المناضل علي صالح عباد (مقبل) أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني دراسة مطولة حول المصالحة الوطنية في إصلاح مسار الوحدة وإزالة آثار الحرب والدعوة لأعادة بناء النظام على أساس المواطنة والشراكة. (2)

وتقدم الحزب الاشتراكي اليمني بمبادرة للحوار السياسي لتصفية آثار حرب 94م، وإصلاح مسار الوحدة، وتحقيق المصالحة الوطنية، وبناء الدولة الديمقراطية الحديثة. (3)

ولكن الحاكم أصم أذنه ورفض أي دعوة للحوار والمصالحة والشراكة وحل قضايا الناس .. وقدأاشار صالح باصرة حول هذه المسألة: ((لوكان هناك استكشاف مبكر واستشارة صحيحة وناس ناصحون لوجه الله والوطن كان فعلا عولجت المشاكل بعد حرب94م مباشرة)).

كان لعدن وحضرموت تاريخ دولة وحضارة مدنية والوعي العصبوي ضعيف ولا سلاح ولا ثارات وقد حولها نظام7/7 الى الفوضى والمشائخ.

وبدأت حضرموت أول المسيرات السلمية في 98/4م حول تقسيم المحافظة ووجهت بالرصاص وسقط شهيدين وجرح ثلاثة، وتواصلت المسيرات في مودية ابين وقمعت، والضالع عند تشكيل اللجنة الشعبية واجهت بالعنف من اللواء (35) مدرع وقصفت منطقة زبيد.

وجرت محاكمات من عام 98 – 2000م لتصفية الناشطين الحزبيين في الضالع واستمرت حملات الاعتقالات الواسعة.

لقد تجاهل النظام مطالب وهموم قضايا الناس في الجنوب وأمعن في اذلالهم، وعسكرة الحياة المدنية، وتحويل الجنوب الى ملكية خاصة وعطايا وهبات، واحالوا الموظفين والعسكريين والأمنيين إلى (خليك في البيت)، وجميعهم كوادر دولة الجنوب السابقة وحرمانهم من كل حقوقهم حتى وصل عددهم الى(٢٨٠) الف متقاعد ومسرح ومبعد من الوظيفة وهو جيش وأمن وموظفوا دولة.

إنها حرب الفيد على السلطة والثروة والأرض وجميع الممتلكات العامة والخاصة طيلة أكثر من (15) عاما والنظام يرفض حل مشاكل الناس.

وان بعض الحلول الجزئية مثلا للمتقاعدين كانت لاتزيد عن7% ومن تظلموا لايتجاوز 18% ناهيك من رفضوا التظلم، وان القطاع الاكبر لم تحل قضيتهم الا نهاية العام الماضي2025م

مع العلم أن مجلس النواب عام 2004م قد صادق على قانون صندوق الخدمة في تسريح (70) الف عامل وجرى احالة (160) ألف مدني إلى التقاعد بعد نهب وخصخصة مصانع ومؤسسات الدولة، وارتفعت نسبة المحالين للتقاعد في عدن إلى 60% من اجمالي من سرحوا.

لقد فشلت المعالجات الفردية وسقطت الحلول الأمنية والعسكرية ومن2007/7/7م تصاعدت الاحتجاجات الشعبية للحراك الجنوبي بطابعها السلمي، وتحولت المناسبات والذكريات والأعياد إلى مهرجانات سياسية وجماهيرية، تقودها جمعيات المتقاعدين والمسرحين العسكريين والمدنيين. وتمت لقاءات التسامح والتصالح بين الجنوبيين وشكلت الجمعيات للشباب العاطلين بدون عمل ولجان مناضلى الثورة وحرب التحرير، والجمعيات التعاونية وعشرات اللجان والجمعيات والدبلوماسيين.

وقد ظهر عجز السلطة في مواجهة الاحتجاج الاجتماعي برغم كل  الأساليب العنفية وأسلوب الدس والاحتواء وشراء الذمم واستخدام الجماعات الإرهابية.

————————————

(1) البيان الختامي الصادر عن الدورة الاستثنائية الموسعة للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني.

(2) دراسة المناضل علي صالح عباد (مقبل) عن المصالحة الوطنية واصلاح مسار الوحدة الثوري ( ).

(3)-مبادرة الاشتراكي للحوار السياسي الثور عدد(1721) في2002/6/13م.

يتبع