آخر الأخبار

spot_img

الاشتراكي وصناعة الوعي من أجل التغيير (الحلقة الرابعة عشرة)

“صحيفة الثوري” – كتابات:

عبد الجليل عثمان

كارثة حرب صيف 94م

جاءت حصيلة الحوار الوطني في وثيقة العهد والاتفاق المصادق عليها في 18 رمضان 20فبراير94م في بناء أسس الدولة الحديثة والتوجه لحل التناقضات والاشكالات التى تعاني منها اليمن بطرق سلمية لتجنب الحروب، وتركز على الحلول المقترحة كما يلي:

  • 1- المركزية واللامركزية وقد افاضت وثيقة العهد في اقتراح الحلول اللازمة لها.
  • 2- عدم تحقيق اندماج وطني حقيقي. ما يترتب عليها من تباينات مختلفة والافتقار الى الانسجام الوطني وضعف روح الانتماء والتكالب على البحث عن متكأت مناطقية وقبلية ومذهبية.. يتم معالجتها بالاخلاص للوطن ووضع فرص متكافئة حسب الكفأة.
  • 3- التناقض الناشئ عن العلاقة بين السلطة والثروة بسبب تحول السلطة الى معبر للثروة وبطريقة غير مشروعة تسبب الافقار للمجتمع، والحل بتحقيق الفصل بين الثروة والسلطة بأجراءات دستوريةوقانونية.
  • 4- الارتباط بين السلطة والعصبية العشائرية أو المذهبية والجغرافية ولابد من فك هذا الارتباط المعيق.. وذلك في شغل المناصب في السلطة العليا والمذهب من خلال الطابع المدني والكفأة.
  • 5- التناقض الديمغرافي في الازدحام والتدكس السكاني في مساحات محدودة من البلاد وبقاء مناطق خالية الا من تجمعات ضئيلة كالمهرة وحضرموت وشبوة ومأرب والجوف… والحل من خلال التطوير الاقتصادي المرتبط بحاجات المجتمع للتنقل والتجارة والاستثمار والعمالة كما حدث في العالم.(1)
  • وقد وقعت وثيقة العهد والاتفاق وتضمنت عددا من النقاط حول ثلاثة محاور:

المحور الأول: يتعلق بالقوات المسلحة وبالامن قضى باخلاء المدن من القوات المسلحة والامتناع من تسيير دوريات عسكرية فيها، والاتفاق على أماكن تمركزها، واعادة بناء القوات المسلحة وتقليص حجمها وإلقاء القبض على المتهمين بالاغتيالات ومحاولات الاغتيال.

الحور الثاني: دعا الى تطبيق اللامركزية الأدارية والمالية، واعادة تقسيم الجمهورية الى 4 -7 وحدات حكم محلي منتخبة تسمى (مخاليف) وتزويد كل من العاصمة السياسية صنعاء والعاصمة الاقتصادية عدن، بأمانة عامة.

المحور الثالث: طال مؤسسات الحكم وقضى بانتخاب مجلس رئاسة من مجلس النواب والشورى، يتكون من خمسة أعضاء من بينهم رئيس ونائب رئيس على ان لايتجاوز مهلته دورتين انتخابيتين وعلى أن يمتنع أعضاؤه عن أي نشاط حزبي. وقررت الوثيقة تشكيل لجنة وطنية لتعديل الدستور خلال خمسة اشهر.

وقبل توقيع الاتفاقية بحوالي أسبوعين تمت تصفية القوات الجنوبية المتواجدة في حرف سفيان (شمال عمران) ووقع ايضا اشتباك ميلح في دوفس (أبين) بين قوات العمالقة وسرية من قوات معسكر الوحدة جنوبي واصبح الوضع قابلا للأنفجار. (2)

لم تمضي سوى ساعات على توقيع وثيقة العهد والاتفاق في الأردن حتى انفجر الموقف عسكريا وقام حليفى الحرب (المؤتمر والاصلاح) في إشعال الحرب الشاملة في 27 أبريل 94م في ضرب المعسكرات الجنوبية في الشمال( اللواء الثالث مدرع في عمران، ولواء باصهيب في ذمار، وفي يريم والعرقوب) ثم توجهت قواته للهجوم على القوات الجنوبية في (أبين وشبوه ولحج وحضرموت وعدن) دام لمدة شهرين، في ضل تحذيرات الاحزاب والمفكرين من اثارها المدمرة، وفي اصرار القوى التقليدية على الحرب وتمسكها بأثارها الكارثية بينما كان اليمنيون يعولون على وحدتهم لحل أزمة الشراكة وايقاف العنف في سياق الصراع على السلطة والثروة. ولمنع تطبيق وثيقة العهد والاتفاق الذي مثل توافقا لمشروع بناء دولة القانون في اليمن.

لقد افشلت حرب 94م هذا المشروع الحضاري كوحدة طوعية سلمية، وتسببت في وجود وحدة قائمة على الظم والالحاق للجنوب واستمرار سياسة نتائج الحرب وحدوث انقسام وطني وسياسي حاد خاصة بعد اعلان دولة مرة اخرى في جنوب البلاد ماسمي بالانفصال لم يطرح للبحث كفكرة وخيار بصوت مسموع الا بعد الحرب بثلاثة اسابيع وبعد أن دمرت الحرب دولة الوحدة ونظامها السياسي وشرعيتها الموحدة وكل مؤسساتها التي ولدت سلما في 22مايو90م واستهدفت تدمير كل القيم والمؤسسات والأمال الوطنية والاجتماعية المشتركة العزيزة على الشعب اليمني..(3)

———————————-

(1) جار الله عمر…كتاب ” وطن او لاوطن” وثيقة حساسة وناقدة حول الازمة والحرب’ موجه للأمين العام للحزب واعضاء المكتب السياسي في 30مارس 94م ص٦٣ ..

2-جار الله عمر..كتاب مذكرات جار الله عمر..مصدر سابق. ص٢٠٠.

(3)- وثيقة صادرة بعد حرب ٩٤م مباشرة من مجموعة من مناضلي وكوادر الحزب الاشتراكي اليمني حول(اعلان دولة الوحدة ..والظروف التي رافقتها).

يتبع