آخر الأخبار

spot_img

الاشتراكي وصناعة الوعي من أجل التغيير (الحلقة التاسعة)

“صحيفة الثوري” – كتابات:

عبد الجليل عثمان

مشروع الوحدة بين الفيدرالية والاندماجية

جاءت زيارة رئيس الشطر الشمالي من الوطن (علي صالح) إلى عدن في أواخر نوفمبر٨٩م حاملاً مشروعاً للتوحيد على أسس فيدرالية قاصدا التخلص من التمثيل الخارجي والجيش والحزب في الجنوب.
والجماهير تواقة للوحدة. وكان الاشتراكي والنظام في الجنوب قد أقر مشروع الوحدة بالتدرج ابتداء من الكنفدرالية حسب وثيقة الاصلاح السياسي والاقتصادي الشامل’ وقد قدم امين عام للأشتراكي علي سالم البيض مفهوم الوحدة الاندماجية على اساس دستور عام ٨١م . ويرى انها فرصة للضغط على صنعاء في امكانية وجود تحولات ديمقراطية.قال له البعض انه تصرف خارج المؤسسات وانه قرر بدون العودة الى المكتب السياسي’ اما البعض الأخر فأعتبر أن الوحدة الأندماجية ليست جيدة وأن الفيدرالية أفضل. وكان هذا رأي فضل محسن عبدالله. بأختصار تحفظ اعضاء المكتب السياسي على طريقة علي سالم البيض اذ اعتبروا ان الاتفاق يخالف الدستور وانه لم يراعي الوثائق وأنه يجب ان يكون هناك مؤتمر واستشارات ولابد من المناقشة المسبقة. لم يعارضوا الوحدة بل عارضوا الطريقة التي اتبعها علي البيض في الاتفاق عليها’ اما نحن فقد وافقنا بأغلبية على الحطوة التي اتخذها بعد مشاورات كثيرة(1)
كانت الجنوب قد سبقت في احداث تحولات ديمقراطية في صدور وثيقة الاصلاح السياسي والاقتصادي وقانون الاحزاب والصحافة واعادة الاعتبار لرموز وطنية تأثرت بالصراع السياسي في الماضي’ اما النظام في الشمال ضل يراوغ ويكذب في توجهه نحو الديمقراطية ولديه رغبة عاطفية بالوحدة رغم التعبير عن مخاوفه منها لأنهم يعيشون في مجتمع قبلي لايهمهم الا السلطة ويعتقدون ان الموازين سوف تتغير بعد اتفاقية نوفمبر٨٩م’ وقد ظهرت نقطتين:-
الاولى: مصير النظام وشكله كيف سيكون؟ما مصير الاشتراكي والمؤتمر وشكلت لجنة للتنظيم السياسي.
اتضح ان نظام الشمال لديه خطة للنفس الطويل( دعهم يأتون فهم قلة سوف نرتب امورنا..وكانوا يفكرون بالطريقة الالمانية بالاحتواء).

الثانية: الفترة الانتقالية اختصرت لمدة سنتين. وكان حكام صنعاء يستعجل الغاء نظام الجنوب.(2)

طرحت مفاهيم وتوجهات جديدة للوحدة :-
١- التمسك بما تم التوصل اليه من اتفاقيات سابقة.
٢- الاتفاق على اقامة المشاريع الاقتصادية المشتركة.
٣- خلق وعي وطني بقضايا الوحدة والمستقبل.
٤- ترسيخ الاستقرار والعلاقات بين قيادتي الشطرين.
بدأت المناورات من كل طرف يريد الوصول الى الوحدة وهو اقوى من الاخر وحدثت المخاوف:-
– الجنوب مهتم بالديمقراطية معتقدا أنها ستحميه.
– والشمال لايرغب بالديمقراطية والتعددية ولكنه ابداء استعداده لتطبيقها على ان تقبل شروطهم في الترتيب الداخلي.
– بداء الاشتراكي يبحث عن انصاره في الشمال’ ومسؤولي الشمال يبحثون عن المعارضين في الجنوب ويتحالف مع الاخوان المسلمين والسلاطين.(3)
– الاشتراكي حزب الوحدة’ وقد رأء البعض قبوله الوحدة بسبب ضعفه بعد سقوط المنظومة الاشتراكية ولم تكن هذه الافكار صحيحة للأسباب الاتية:
١- ولد الاشتراكي من تيارات قومية ويسارية وهو حزب متصالح مع نفسه’ حيث اسقطت الجبهة القومية الاحزاب المنافسه له في الستينات باسم الوحدة اليمنية. والصراع مع النظام في الشمال كانت الوحدة سلاح الحزب وفي حرب ٧٩م حاول اسقاط النظام في صنعاء لتحقيق الوحدة الفورية.
٢- ان المعارضة في الجنوب ضعيفة والحزب قوي ومسيطر خلافا لأروبا الشرقية يسيطر على الجيش والأمن ولديه الالاف من الكوادر ويسيطر على الشارع.
* اعلان الوحدة في مايو٩٠م واستقبلها الشعب بالفرح وقامت على اساس نظام سياسي جديد بناء على مشروع الدستور وحكومة ائتلافية مع المؤتمر الشعبي’ .
* ونشط الطرفان في توضيح موقفهما’ وانقسمت الاحزاب في الشارع.
* الاختلاف حول الادارة الحكومية’ وتنظيم وحدات الجيش ودمج المؤسسات’ فالحزب يرى التوحيد على اساس القوانين والكفأة. والمؤتمر لايريد قيادات عسكرية جنوبية تكون في المركز الاول.
* مشكلة القوانين: اراد الشمال تغيير كل القوانين السابقة في الجنوب كي تصبح موافقة لقوانين الشمال منها مثلا قضية المرأة.
* ظهور جماعات جهادية للأغتيالات ضد الاشتراكي واخرين.
*
*كما طرح الحزب الاشتراكي الاتجاهات الرئيسية للأنتقال الى الوحدة:*
– ربط الوحدة بالديمقراطية مع مشروع التعددية السياسية والحزبية والغاء جهازي الامن في الشطرين واقامة جهاز للأمن السياسي تابع لوزارة الداخلية وقصر مهمته على النشاط الخارجي.
– الغاء مظاهر الشمولية في النظامين واعتماد الليبرالية كمضمون لعمل المنظومة السياسية والحرية الاقتصادية’ ومبداء التنافس بين القطاعات المختلفة.
– تحقيق عفو عام شامل للجماعات والافراد لفترات الصراع السياسي ورد الاعتبار لهم واعادتهم الى اعمالهم.

– اعتبار تجربة الوحدة تجربة ثالثة تختلف عن تجربة النظامين والاخذ بالايجابيات.
– بناء دولة الوحدة المركزية وسيادة النظام والقانون كشرط لحقوق المواطنة المتساوية.
– محاربة الفساد ونهب المال العام والخاص والأثراء غير المشروع وتنفيذ برنامج الاصلاح المالي والاداري.
– تحقيق المصالحات السياسية والاجتماعية لتصفية اثار صراعات الماضي.
– ادارة حوار سياسي وفكري مع القوى السياسية في الساحة للوصول الى قيام كتلة اجتماعية تاريخية تعبر عن تحالف عريض لانجاز مهام بناء الدولة وتحقيق التنمية الشاملة.
*هذه القناعات التى حملها الحزب الاشتراكي في مشروع الوحدة اليمنية كان الطرف الاخر يحمل غيرها’ يخطط لفرض نموذجه على مشروع الوحدة وبالتالي افراغها من مضمونها الديمقراطي التحديثي’ واحتواء الجنوب..*
وقد قام الحزب في اقرار موائمة اوضاعه والنظام في الجنوب مع الواقع الجديد وتنفيذ اتفاقية 30 نوفمبر89م م
*كما وضع الحزب تصورات لبعض معوقات المشروع الوحدوي.*
*1-شمولية منظومة النظامين في العلاقات والمصالح التي ينبغي دمجها في نظام واحد يحقق التوازن في بناء دولة الوحدة.*
*2- حل اختلافات النظامين:*
* على الجنوب ان يتخلى عن القوانين التى تمنع التنمية الراسمالية.
* وعلى الشمال ان يتخلى عن الفوضى والتشوهات التى تعيق التنمية الراسمالية..وقد تخلى النظامين عن القطاع العام.
*3-لاتزال التنمية الاقتصادية في اليمن متخلفة’ وتدني التعليم والبنية الاجتماعية وضعف مؤسسات المجتمع المدني في الشمال.*
*4-طغيان نفوذ القبيلة والقوى التقليدية في مؤسسات الدولة في الشمال وكذا ضعف اجهزة الدولة في تنفيذ القوانين.*(5)
——————————-
1-مذكرات جار الله عمر” الصراع على السلطة والثروة في اليمن ( الصفحات’ 155′ 157′ 158′ 169′ )
5- تقرير اللجنة المركزية للحزب الى مؤتمره الرابع الدورة الاولى ٩٨م.
يتبع