(نيويورك) – “صحيفة الثوري”:
حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من تصاعد خطير في مستويات انعدام الأمن الغذائي في اليمن خلال يونيو/حزيران الماضي، وسط عجز متزايد للأسر عن تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية، في بلد يُعد من بين الأكثر معاناة في العالم.
وذكر البرنامج، في تقرير صدر الجمعة بشأن حالة الأمن الغذائي في اليمن، أن 67% من الأسر اليمنية أفادت بعدم قدرتها على تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية خلال يونيو، مقارنة بـ66% في مايو، مشيرًا إلى أن هذه النسبة تمثل “مستويات قياسية” في مؤشرات استهلاك الغذاء غير الكافي.
ولفت التقرير إلى أن الأزمة كانت أشد وطأة في المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليًا، حيث بلغت نسبة الأسر المتأثرة 70%، مقابل 66% في المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثيين، مسجلًا ارتفاعًا سنويًا بنسبة 14% و11% على التوالي.
كما أظهرت البيانات ارتفاعًا مقلقًا في معدلات الحرمان الغذائي الشديد، التي وصلت إلى 41% في عموم اليمن خلال يونيو 2025، مقارنة بـ34% في نفس الفترة من العام الماضي. وبلغت النسبة 42% في مناطق الحكومة، مقابل 40% في مناطق الحوثيين.
وبيّن التقرير أن محافظات لحج وأبين والضالع وشبوة سجّلت أعلى معدلات الحرمان ضمن مناطق الحكومة، في حين تجاوزت جميع المحافظات الخاضعة للحوثيين العتبة “العالية جدًا”، وكانت الذروة في عمران والجوف وريمة والبيضاء وحجة.
وعزا البرنامج الأممي هذا التدهور المستمر في الأمن الغذائي إلى جملة من العوامل المتداخلة، أبرزها تقلص المساعدات الإنسانية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، وتراجع فرص كسب الدخل، إلى جانب الصدمات المتكررة المرتبطة بالنزاع وتغير المناخ وتعقيدات الاستيراد.
وأكد التقرير أن الوضع أكثر تعقيدًا في المناطق الخاضعة للحوثيين نتيجة القيود المفروضة على العمليات الإنسانية، وتأثير التصنيف الأمريكي للجماعة كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO)، ما ضاعف من التحديات المرتبطة بتقديم الدعم.