(عدن) – “صحيفة الثوري”:
حذّرت منظمة “أطباء بلا حدود” من تصاعد خطير في معدلات سوء التغذية الحاد والوخيم بين الأطفال في اليمن، نتيجة تواصل الصراع المسلح وتراجع الدعم الإنساني، مؤكدة أن الأزمة تهدد حياة جيل كامل في بلد يعاني من انهيار المنظومة الصحية وتدهور الأوضاع المعيشية.
وقالت المنظمة، في بيان صدر عنها السبت، إن فرقها الطبية عالجت خلال الفترة من يناير إلى مايو 2025 نحو 3,767 طفلًا يعانون من سوء تغذية حاد، بعضهم وصل بحالات صحية حرجة، في عدد من المحافظات اليمنية الأكثر تضررًا.
وسجلت محافظة الحديدة أعلى معدل من هذه الحالات بـ2,117 طفلًا، تلتها حجة بـ1,169 حالة، ثم تعز بـ454 حالة، في مؤشر يعكس حجم التدهور الصحي والغذائي في المناطق الغربية والوسطى من البلاد.
وأضافت المنظمة أن الصراع القائم، والانهيار المتواصل للنظام الصحي، وغياب الوصول السهل إلى المرافق الطبية، كلها عوامل تؤدي إلى تفاقم الأزمة وتعريض حياة الآلاف من الأطفال للخطر.
وأظهرت بيانات المنظمة أن إجمالي الحالات التي تم علاجها خلال عام 2024 بلغ 11,894 حالة من سوء التغذية الحاد، بينها 4,666 في الحديدة، و3,511 في حجة، و2,535 في عمران، ما يعكس استمرار تدهور الأوضاع الصحية على مدى سنوات دون بوادر لانفراج قريب.
وأكدت “أطباء بلا حدود” أن الانخفاض الحاد في التمويل الإنساني يُعدّ من أبرز التحديات التي تعيق جهود الاستجابة، داعية المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى التدخل العاجل لضمان استمرار تدفق المساعدات الطبية والإغاثية.
وحذرت المنظمة من انهيار شبكة الحماية الصحية للأطفال إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه، مطالبة بتكثيف الجهود الدولية لتفادي انتشار المجاعة وتفشي الأمراض المرتبطة بسوء التغذية في اليمن.