“صحيفة الثوري”:
كشف الباحث اليمني المتخصص في الآثار، عبدالله محسن، عن عرض ختم أثري يمني نادر الصنع في أحد المعارض والمزادات بالولايات المتحدة الأمريكية، وُصف بأنه من أبرز وأقدم القطع المكتشفة، ويحمل قيمة تاريخية فريدة ترتبط بالحضارة اليمنية القديمة.
وأوضح محسن، في منشور له على منصة “فيسبوك”، أن القطعة المعروضة عبارة عن ختم أسطواني ثُمانيّ الأضلاع مصنوع من ذهب الإلكتروم، نُقش على جوانبه ثمانية أسطر بخط المسند، ويُرجح أنه يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد.
وذكر الباحث أن كل وجه من وجوه الختم يحمل نقشاً مسندياً يتكون من أربعة إلى خمسة أحرف، مشيراً إلى أنه مغطى من الطرفين ويحتوي على فتحة تعليق، مما يشير إلى احتمالية استخدامه كرمز ملكي أو أداة ختم رسمية في ذلك العصر.
وبيّن محسن أن الختم كان ضمن مجموعة خاصة في مدينة نيويورك الأمريكية، بعد اقتنائه من معرض “فورتونا فاين آرتس المحدودة”، وقد تم عرضه وبيعه في مزاد علني أقيم في الأول من مارس 2023م، مؤكداً أن هناك إجراءات جارية للتحقق من أصالته وأصوله اليمنية.
وأشار إلى أن هذه القطعة قد تكون أول دليل مادي على استخدام اليمنيين القدماء لمعدن الإلكتروم، وهو سبيكة طبيعية مكونة من الذهب والفضة، استُخدمت منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد في صناعة الحلي الملكي وتزيين المعالم والنقوش، ولا تزال تُستخدم اليوم في ميداليات عالمية مثل جائزة نوبل.
ودعا محسن مجدداً الجهات الحكومية إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه حماية التراث الوطني واستعادة القطع الأثرية المنهوبة، لا سيما في ظل الانفلات الذي تسببت به الحرب، وما تبعه من عمليات نهب وتنقيب غير مشروع للآثار في مناطق مختلفة من اليمن، منذ سيطرة جماعة الحوثي على مؤسسات الدولة.
ويُعرف الباحث عبدالله محسن بمتابعته المستمرة لتحركات وعمليات بيع الآثار اليمنية المنهوبة حول العالم، حيث يكشف بين الحين والآخر عن قطع أثرية تُعرض وتُباع في متاحف ومزادات داخل دول عربية وأجنبية، غالباً دون رقابة رسمية.