بكين-“صحيفة الثوري”:
شارك الحزب الاشتراكي اليمني في أعمال المنتدى الدولي الأول للحوار بين الحضارات، المنعقد بمشاركة سياسية واسعة من قارات العالم المختلفة، وذلك تلبية لدعوة رسمية من دائرة العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي الصيني، والسفارة الصينية في اليمن.
وألقى الدكتور محمد المخلافي، نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، كلمة الحزب في الجلسة العامة للمنتدى، عبّر فيها عن شكره العميق لدعوة الصين قيادةً وشعبًا، وللجهود التي تبذلها في مدّ جسور التواصل والتعاون الثقافي والحضاري مع مختلف شعوب العالم، خاصة مع البلدان النامية والأقل نموًا.
وأكد الدكتور المخلافي في كلمته أن انعقاد هذا المؤتمر الوزاري الرفيع للحوار بين الحضارات يعبّر عن توجه عميق لدى القيادة الصينية لبناء عالم جديد يقوم على المساواة والاحترام المتبادل بين الشعوب، وهو توجه يعكس الروح الحقيقية للحضارة الصينية التي تُقدّر وتُجلّ تنوع الحضارات وتراثها الثقافي، وتُقرّ بحق كل دولة في السيادة على موروثها واستخدامه لتحقيق مصالحها الوطنية والتنمية المستدامة.
وأشار إلى أن المنتدى يمثل منصة استراتيجية لتعزيز التفاهم بين الشعوب، ودعم مشروع بناء عالم متعدد الأقطاب، تتشارك فيه الدول في رسم ملامح المستقبل، بعيدًا عن الهيمنة والنزعات الإمبريالية، ومن خلال حوار إنساني شامل يضع تحديات البشرية – مثل الفقر والتغير المناخي والصراعات – في مقدمة أولوياته.
وقال الدكتور المخلافي: “إن التعلّم المتبادل بين الحضارات ليس رفاهًا فكريًا، بل ضرورة وجودية أمام عالم يزداد تعقيدًا، ولا يمكن مواجهته دون تفعيل التعاون الثقافي والروحي، وتكريس قيم الحوار، ورفض خطاب الكراهية والصدام”.
واستشهد في كلمته بما جاء في خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية الذي عقد في 15 مايو، حيث أكد الرئيس الصيني على أهمية التنوع الحضاري بوصفه مصدر قوة لا تهديد، وعلى ضرورة بناء شبكة علاقات إنسانية متوازنة تقوم على تبادل المعرفة والتجربة، لا على فرض النماذج الأحادية.
وأشاد الدكتور المخلافي بالموقف الصيني الداعم لقضايا الشعوب العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن تعزيز التعاون الحضاري والثقافي يشكل جزءًا أساسيًا من معركة التحرر والاستقلال والتقدم الاجتماعي التي تخوضها شعوب الجنوب العالمي.
كما دعا إلى تطوير شراكات حضارية متينة بين الصين والعالم العربي، وخاصة اليمن، مشيرًا إلى أن مثل هذه المبادرات تفتح آفاقًا واسعة أمام التبادل الأكاديمي والثقافي والفكري، وتساهم في بناء قاعدة شعبية صلبة لحماية السلم العالمي وتعزيز التنمية الشاملة.
وفي ختام كلمته، عبّر الدكتور المخلافي عن أمله في أن تتحوّل توصيات المنتدى إلى برامج عمل ملموسة، تسهم في مدّ جسور الحوار والتفاهم والتكامل بين الشعوب، وترسّخ من القيم الإنسانية النبيلة التي يجب أن تشكّل جوهر النظام العالمي القادم.