آخر الأخبار

spot_img

عن الأغنية اليمنية

“صحيفة الثوري” – ثقافة وفكر:

عبدالحكيم الفقيه

ارتبطت الاغنية اليمنية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا بهموم الانسان اليمني وتطلعاته، وكانت تصور آلامه وأوجاعه من غطرسة الاستعمار و استبداد وبطش الإمام، ورافقته في حله وترحاله وكانت تعبر عن احلامه ومعاناته في المهجر وفي الداخل. وكانت وقودا يشعل الهم الوطني والثوري، وكانت عدن أكثر الحواضر اليمنية حرية للطرب والغناء وكان هروب الفنان من الشمال الى عدن وتسجيل اغنياته هي بوابة ولوجه صوب المجد، وظل الطرب في الشمال سريا لأن الامامة كانت تحظره وتمنعه ولا تعترف بحرية الفنان الشخصية وأهمية الفن في وجدان الناس. كانت مخادر عدن واذاعتها مصدرا للطرب والإصغاء للأغنيات ومع وتيرة ثورة عبدالناصر أفردت صوت العرب حيزا للمقاومة اليمنية شمالا وجنوبا وبثت اغنيات يمنية تلهب الجماهير وتعجل بزوال الطغيان.

ومع انبثاق فجر السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر والثلاثين من نوفمبر انفتحت الآفاق أمام الأغنية اليمنية والأناشيد الوطنية. واتذكر كيف كنا صغارا نردد اناشيد مثل وطني يا منتهى الآمال وباسم هذا التراب وفيما بعد ولاحقا اناشيد واغاني ايوب طارش والآنسي والحارثي ومحمد سعد ومحمد زيدي وأحمد قاسم والمرشدي والسنيدار وعلي السمة وإبراهيم طاهر وجاءت مرحلة الشهيد الحمدي ومرحلة الحزب الاشتراكي فتوفرت للأغنية مداها وصداها وحريتها والوانها واتسعت رقعة المضامين المغناة وتبلورت المدارس الجديدة ومع الارتداد السياسي والفكري هيمنت لفترة الاناشيد الدينية ومع سيطرة الانقلاب الكهنوتي تراجعت الأغنية والانشودة واتسعت رقعة الشيلات والزوامل وظلت وستظل الاغنيات اليمنية صامدة محفورة في القلوب ومتلازمة مع الإنسان أينما حل ورحل.