“صحيفة الثوري” – تحليل:
نشرت مجلة منارة التابعة لمنتدى كامبريدج للشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحليلًا أفاد بأن الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا، حذّر من تصاعد خطر الحوثيين على معسكر ليمونييه، القاعدة الأمريكية الرئيسية في جيبوتي.
وأشار التحليل إلى أن تطور قدرات الحوثيين في مجال الطائرات المسيّرة والصواريخ، واقتراب مدى هذه الأسلحة من القاعدة، جعل احتمال استهدافها أمرًا واردًا، لا سيما بعد تورط الحوثيين في هجمات بحرية استهدفت مصالح أمريكية وإسرائيلية في البحر الأحمر.
وأوضح أن الحوثيين، المدعومين من إيران والمزوّدين بتقنيات متطورة، يشكّلون خصمًا حقيقيًا قادرًا على استهداف أصول أمريكية عالية القيمة، لافتًا إلى أن التقارير المتزايدة حول تنامي الروابط التكتيكية واللوجستية بين الحوثيين وحركة الشباب الصومالية تزيد من تعقيد التهديد في منطقة القرن الأفريقي.
وذكر التحليل أنه في ظل التوتر القائم بين إيران وإسرائيل، ومع تعرض قاعدة العديد الأمريكية في قطر لهجوم إيراني مؤخرًا، تبرز مخاوف من أن تصبح القواعد الأمريكية في أفريقيا أهدافًا لهجمات إيرانية مباشرة أو عبر وكلائها. وأضاف أن من المرجّح أن وزارة الدفاع الأمريكية تراجع وتحدث الإجراءات الدفاعية في معسكر ليمونييه، خاصة مع تسارع وتيرة تطور القدرات الحوثية.
ورأى التحليل أنه لا يمكن التقليل من التداعيات الجيوسياسية المحتملة لهجوم حوثي على معسكر ليمونييه، معتبرًا أن مثل هذا الهجوم سيمثل تصعيدًا خطيرًا في الصراع الإقليمي بين واشنطن وطهران، وسيؤكد قدرة الحوثيين على تدويل النزاع وفتح جبهات جديدة.
وأكد التحليل أن شهادة الجنرال لانغلي ينبغي أن تشكل جرس إنذار لصانعي القرار العسكري في واشنطن، وللشركاء الإقليميين والدوليين، مشيرًا إلى ضرورة أن تعزز الولايات المتحدة التعاون الاستخباراتي مع حلفائها مثل فرنسا واليابان والاتحاد الأوروبي، وتطوّر استراتيجية شاملة لاحتواء النفوذ الإيراني، مع التركيز على استقرار اليمن، ومنع تهريب السلاح، وتفعيل آليات حل النزاعات الإقليمية.
وخلص التحليل إلى أن التكيّف الاستراتيجي، والتنسيق الإقليمي، والتأهّب المتجدد، تعدّ ضرورية لضمان بقاء الردع والجاهزية الأمريكية في واحد من أهم الممرات البحرية في العالم، لافتًا إلى أن الفاعلين غير الحكوميين المدعومين من قوى دولية باتوا قادرين على تهديد حتى أكثر المنشآت العسكرية تحصينًا.