عدن – صحيفة “الثوري”:
تعيش العاصمة المؤقتة عدن واحدة من أسوأ أزماتها الكهربائية على الإطلاق، مع وصول ساعات انقطاع التيار الكهربائي الليلي إلى 13 ساعة مقابل ساعتين فقط من التزويد بالكهرباء، وسط عجز هائل في التوليد الكهربائي يقارب 565 ميجاوات، ما يحرم مئات الآلاف من المواطنين من أبسط مقومات الحياة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانعدام البدائل.
ووفقاً لبيانات حصلت عليها “الثوري”، فقد بلغ إجمالي التوليد الكهربائي حتى الساعة 12:00 منتصف الليل من فجر الخميس، نحو 85 ميجاوات فقط، مصدرها الوحيد محطة الرئيس التي تعمل بالنفط الخام. في المقابل، خرجت جميع محطات الديزل والمازوت عن الخدمة بشكل كامل بسبب نفاد الوقود.
ويحتاج سكان عدن إلى 650 ميجاوات لتغطية الطلب على الكهرباء على مدار الساعة، الأمر الذي جعل العجز يبلغ أكثر من 86% من الاحتياج اليومي، مما تسبب في اعتماد برنامج تقنين قاسٍ للتوزيع الكهربائي.
وخلال النهار، يُتوقع – مع تشغيل جزئي لمحطة الطاقة الشمسية – أن يتم العمل بجدول 10 ساعات انقطاع مقابل ساعتين تشغيل. لكن الأمل الوحيد لتحسن نسبي، يتمثل في أنباء غير مؤكدة عن احتمال وصول شحنة مازوت من مأرب صباح اليوم إلى محطة المنصورة. وفي حال تحقق ذلك، ستنخفض ساعات الانقطاع إلى 8 نهارًا و10 ليلًا، بينما سيبقى الوضع على ما هو عليه في حال تعثر التوريد.
ويشكو المواطنون من آثار كارثية لانقطاع الكهرباء المتواصل، حيث تفاقمت أزمة المياه بسبب تعطل المضخات، وتلفت الأغذية في المنازل، وتعطلت الأجهزة الطبية في البيوت والمستشفيات، وسط عجز حكومي عن توفير الوقود أو إصلاح المنظومة.
وتتزامن هذه الأزمة مع موجة حر شديدة، ما يجعل الحياة اليومية شبه مستحيلة، خاصةً للفئات الأضعف من المرضى وكبار السن والأطفال. في حين تحمّل منظمات حقوقية الحكومة مسؤولية “الإهمال المتكرر” في معالجة ملف الكهرباء، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذا الانهيار المزمن.
وفي الوقت الذي تتضاءل فيه الآمال بحل قريب، يبقى سكان عدن في مواجهة مباشرة مع الظلام والمعاناة، بلا كهرباء… وبلا أفق.