(الدوحة) – “صحيفة الثوري”:
أعلن الجيش الإيراني، اليوم الاثنين، تنفيذه هجوماً صاروخياً وصفه بـ”المدمر والقوي” على قاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر، وذلك بعد أيام من الغارات الجوية الأميركية على منشآت نووية تحت الأرض في إيران.
وأكد الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم نُفذ بأمر من المجلس الأعلى للأمن القومي، وباستخدام ستة صواريخ باليستية، في رسالة قال إنها موجهة إلى الولايات المتحدة وحلفائها بأن “أي اعتداء لن يمر دون رد صارم”.
وفي أول رد رسمي، أدانت وزارة الخارجية القطرية بشدة الهجوم الإيراني، واعتبرته “انتهاكاً صارخاً لسيادة قطر ومجالها الجوي، ولقواعد القانون الدولي”، مؤكدة أن الدفاعات الجوية اعترضت الصواريخ دون تسجيل إصابات بشرية، وأن القاعدة كانت قد أُخليت مسبقاً ضمن الإجراءات الاحترازية.
وأضافت الوزارة أن استمرار الأعمال العسكرية التصعيدية “يقوض الأمن والاستقرار في المنطقة”، معلنة أن قطر تحتفظ بحق الرد وستصدر بياناً مفصلاً بشأن هذا “الهجوم السافر”.
بدورها، أكدت وزارة الدفاع القطرية أن الأراضي والأجواء القطرية “آمنة ومستقرة”، رغم التطورات المتسارعة.
في السياق، أفادت مصادر دبلوماسية غربية بأن القاعدة الأميركية كانت قد تلقت إنذارات مبكرة، فيما نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين أن إيران نسّقت مسبقاً مع قطر وأبلغتها نيتها استهداف قاعدة العديد فقط.
الهجوم الإيراني أثار موجة إدانات عربية ودولية واسعة، حيث أصدرت كل من السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر، والأردن، واليمن، ولبنان، وفرنسا، والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بيانات استنكار شديدة اللهجة، ووصفت الضربة بأنها “عدوان غير مبرر” و”تصعيد خطير يهدد الأمن الإقليمي”.
وبالتزامن مع الهجوم، أعلنت البحرين والعراق إغلاق مجالهما الجوي مؤقتاً، بينما رفعت السفارة الأميركية في الدوحة إجراءات الطوارئ وقررت استئناف عملها المعتاد بدءاً من الثلاثاء.
كما كشفت رويترز أن قواعد أميركية في سوريا والعراق رفعت مستوى التأهب تحسباً لهجمات إيرانية إضافية، فيما أكد مسؤولون في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تتابع التطورات عن كثب، وسط تقديرات بوجود مخاطر قائمة على القوات الأميركية في الشرق الأوسط.
ويأتي هذا التصعيد بعد ساعات من إعلان إسرائيل قصف سجن إيفين بطهران، واتساع نطاق عملياتها الجوية، فيما هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز دون أن يؤدي ذلك إلى تقلبات كبيرة في أسعار النفط.
وفي ظل التصعيد، التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، في محاولة لتنسيق المواقف مع الحليف الروسي، وسط حديث إيراني عن إمكانية العودة إلى المسار الدبلوماسي بعد “معاقبة المعتدي”.