آخر الأخبار

spot_img

ملخص اليوم السادس من الحرب الإسرائيلية–الإيرانية: تصعيد متواصل وواشنطن تلوّح بالتدخل

“صحيفة الثوري” – متابعات:

شهد اليوم السادس من الحرب بين إسرائيل وإيران، منذ فجر الأربعاء وحتى فجر الخميس، تصعيدًا غير مسبوق تمثل في غارات جوية إسرائيلية مكثفة على العمق الإيراني وردود صاروخية إيرانية واسعة، وسط تحركات دولية وتحذيرات من انزلاق الصراع نحو مواجهة إقليمية شاملة.

استهدفت الغارات الإسرائيلية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية منشآت نووية ومقار للحرس الثوري وقواعد صاروخية، بالإضافة إلى مواقع عسكرية في طهران والمدينة الصناعية في أردبيل. وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية بأنه تم قصف 1100 هدف إيراني منذ بدء العمليات، شاركت في تنفيذها 50 طائرة مقاتلة، فيما تم تدمير خمس مروحيات عسكرية في قاعدة كرمانشاه.

في المقابل، أطلقت إيران أكثر من 440 صاروخًا باتجاه الأراضي الإسرائيلية، من بينها صواريخ ثقيلة من طراز “سجيل”، وقال الحرس الثوري في بيان إن “سماء إسرائيل مفتوحة لصواريخنا”، مضيفًا: “اختاروا بين الموت البطيء في الملاجئ أو الفرار”. كما أسقطت الدفاعات الإسرائيلية طائرة مسيرة إيرانية كانت تحلّق فوق تل أبيب.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب صادق على خطط هجومية ضد إيران، لكنه أرجأ تنفيذها وفق ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال. وفي تصريح من البيت الأبيض قال: “إيران كانت على بعد أسابيع من امتلاك سلاح نووي… سنمنع ذلك بأي ثمن”، مضيفًا: “نحن لسنا مهتمين بوقف إطلاق النار، بل بانتصار كامل”. وزارة الدفاع الأميركية تدرس بدورها شن ضربات متعددة تستهدف منشأة “فوردو” النووية.

على الصعيد الدولي، حذرت روسيا من أي تدخل أميركي مباشر واقترحت الوساطة، في حين بدأت الصين بإجلاء رعاياها من إيران عبر الحدود البرية. أوروبا، من جهتها، دعت إلى ضبط النفس، بينما وضعت بريطانيا قواتها في حالة تأهب تحسبًا لتطورات عسكرية مفاجئة.

الداخل الإيراني شهد إجراءات أمنية مشددة، شملت قطعًا جزئيًا للإنترنت “لمنع التجسس الإسرائيلي”، واعتقال خمسة أشخاص بتهمة التخابر مع الموساد. كما تعاني العاصمة طهران ومدن أخرى من أزمة حادة في الوقود والغذاء، وسط طوابير طويلة أمام المخابز ومحطات الوقود.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح بأن “إسرائيل تسيطر على سماء طهران” وأكد رفض بلاده لقيام دولة فلسطينية. من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن قواته دمرت مقر الأمن الداخلي الإيراني. في المقابل، شدد المرشد الإيراني علي خامنئي على أن “إيران لن تغفر انتهاك أجوائها”، محذرًا من أن “أي هجوم أميركي سيدفع الثمن”. الحرس الثوري الإيراني أعلن جهوزية “الموجة 13 من الهجمات”، في إشارة إلى تصعيد محتمل.

وسُجّلت تطورات لافتة، أبرزها اختراق البث التلفزيوني الإيراني من قبل مجموعة RedEvilSog التي بثت رسالة تحريضية ضد النظام، إضافة إلى تحذير إيراني لدول الخليج من أن “القواعد الأميركية على أراضيكم ستكون أهدافًا مشروعة”. كما أفادت تقارير غربية، بينها “نيويورك تايمز”، بأن طهران تدرس خيار الدخول في مفاوضات سرية مع واشنطن.

في ظل هذه التطورات، تترقب الأوساط السياسية والعسكرية قرار واشنطن بشأن تنفيذ الضربة المؤجلة، وسط تحذيرات من أن أي تصعيد أميركي قد يدفع إيران إلى استهداف قواعد أميركية في الخليج. في الأثناء، تتفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية في البلدين، مع نقص متزايد في المواد الأساسية، وسط غياب أي مؤشرات على تهدئة وشيكة.