“صحيفة الثوري” – متابعات:
شهدت العاصمة الإيرانية طهران، فجر الثلاثاء حتى فجر اليوم الأربعاء، أعنف سلسلة غارات جوية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران، مع تواتر تقارير عن استهداف منشآت عسكرية ونووية حساسة، وامتداد القصف إلى عدة مدن إيرانية، فيما رد الحرس الثوري بإطلاق صواريخ ومسيرات وتهديدات بإغلاق مضيق هرمز.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مواقع شرق طهران، أبرزها بالقرب من منصة خوجير للتجارب، وهي منطقة عسكرية صناعية شديدة الحساسية مرتبطة ببرامج الصواريخ والدفاع، كما استهدفت مجمعاً لتطوير الصواريخ قرب منشأة بارشين. وأضافت أن القصف تركز على “المنطقة 18” التي يقع فيها مطار مهرآباد الدولي، وتحدثت عن قصف مكثف للمنطقة وسط تفعيل أنظمة الدفاع الجوي.
وفي ذات السياق أُفيد بسماع دوي انفجارات في باراند، ومهرشهر، وكرج، كما سُجلت انفجارات في مناطق كيانبارس وكيان آباد في مدينة الأحواز. وشمل التفعيل الدفاعي أيضاً مدن تبريز وشيراز والأهواز، إلى جانب برند ورباط كريم جنوب غربي طهران، فيما أشارت تقارير إلى هجوم قرب مركز رئيسي للقوات الخاصة شرق العاصمة.
في المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني إطلاق دفعات من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه مناطق في جنوب إسرائيل، منها النقب وبئر السبع، وأصدر تحذيراً بإخلاء منطقة نيفيه تسيديك في تل أبيب. كما زعم أنه استخدم صواريخ “فاتح” لتعطيل المجال الجوي الإسرائيلي، ولوّح بإغلاق مضيق هرمز وزرع ألغام بحرية في حال تدخلت الولايات المتحدة مباشرة.
الغارات الإسرائيلية شملت أيضاً منشأة نطنز النووية، حيث أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن قاعات الطرد المركزي تعرضت لأضرار مباشرة، إلى جانب مصنع إيلام للبتروكيماويات، ومبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، وقاعدة أصفهان الجوية. وأعلن الجيش الإسرائيلي تدمير أكثر من 70 بطارية دفاع جوي، ومقتل رئيس أركان الجيش الإيراني الجديد، اللواء علي شادماني.
وفي واشنطن، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده “ستقضي بالكامل على البرنامج النووي الإيراني”، مشيراً إلى أن أجهزة الاستخبارات تعرف مكان اختباء المرشد الإيراني علي خامنئي ولكن يريد قتله الآن. وفي الأثناء قال مسؤولون أمريكيون إن ترامب يدرس توجيه ضربة لمنشأة فوردو النووية، ونفت الإدارة وجود أي قنوات تفاوض مع طهران. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية إرسال حاملة طائرات ثانية إلى الخليج، وتعزيز الوجود الجوي في المنطقة.
سياسياً، طالبت روسيا بوقف فوري للتصعيد، ووصفت الهجمات الإسرائيلية بأنها غير قانونية، فيما دعت الصين إلى تهدئة عاجلة. وأكدت مجموعة السبع دعمها لإسرائيل في ما وصفته بـ”حق الدفاع عن النفس”. وفي الإقليم، حذرت الإمارات من تداعيات التصعيد، بينما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو التهديد الأكبر لأمن المنطقة. كما هدد الحوثيون في اليمن باستهداف الملاحة في البحر الأحمر في حال دخلت الولايات المتحدة الحرب.
وأفادت مصادر محلية بانقطاع الإنترنت في عدة مناطق إيرانية نتيجة هجمات إلكترونية متزامنة، كما أعلنت السلطات في طهران اعتقال شخص قالت إنه عميل للموساد في مدينة كرج بتهمة تصنيع متفجرات.
وأدى استهداف منشآت الطاقة والبنية التحتية الإيرانية إلى أزمة وقود حادة، وبدأت السلطات بتجهيز محطات مؤقتة للتعبئة. كما صدرت أوامر بإخلاء مناطق قرب مطار مهرآباد، وسط مخاوف من ضربات إضافية. وفي إسرائيل، بدأت عمليات إجلاء لمواطنين من عدة دول أوروبية، في حين أُطلقت تحذيرات لسكان تل أبيب وحيفا تحسباً لهجمات جديدة.
وبينما تواصل إسرائيل ضرب أهداف عسكرية واستراتيجية داخل إيران، يتزايد احتمال توسع النزاع إلى مواجهة إقليمية أوسع، مع استمرار التحشيد العسكري الأمريكي واحتمال استهداف القواعد الأمريكية في العراق والخليج، إضافة إلى مخاطر تهديد الملاحة في مضيق هرمز.