آخر الأخبار

spot_img

‏الايرانيون تائهون لا يعرفون وجهتهم وسط غياب التوجيهات الحكومية

“صحيفة الثوري” – ترجمات:

نيويورك تايمز

إلى أين نذهب؟ ماذا نفعل؟ هل منطقتي آمنة؟

هذه من بين الأسئلة التي يطرحها الإيرانيون المضطربون والحائرون أثناء بحثهم عن التوجيه والمعلومات مع استمرار الغارات الإسرائيلية المميتة على إيران.

وقد بدأ العديد من الإيرانيين يعتمدون على بعضهم البعض لتبادل النصائح ومعلومات السلامة وسط الشائعات المنتشرة وغياب المعلومات الرسمية،

ويقول إيليا، البالغ من العمر 28 عاماً من مدينة كرج القريبة من طهران، عبر رسالة نصية: “أكبر مخاوفي ليست إلا من التسربات الإشعاعية وقصف المناطق التي تحتوي على منشآت نووية، ولم أتلقَ أي إرشادات رسمية حتى الآن”.

وطلب إيليا عدم الكشف عن اسمه الكامل لدواعٍ أمنية.

وقد كشفت الهجمات المفاجئة على إيران، التي بدأت يوم الجمعة، عن نقص واضح في استعداد البلاد للحرب — بما في ذلك ندرة الملاجئ، أو الأنفاق المحصنة، أو حتى صفارات الإنذار الجوية الفعالة.

وفي ظل غياب التوجيه الحكومي الواضح، بدأ موسيقيون وفنانون وطهاة ومؤثرون إيرانيون بنشر رسوم توضيحية على وسائل التواصل الاجتماعي بعناوين مثل: “ماذا تفعل إذا كنت في المترو أثناء الغارة الجوية؟” و “كيف تتحدث إلى الأطفال في أوقات الحرب؟”

وقال أشخاص في إيران تواصلت معهم صحيفة نيويورك تايمز إنهم غير متأكدين مما إذا كان عليهم الذهاب إلى أعمالهم أو إرسال أطفالهم إلى المدارس — وهي معضلة معقدة في ذروة موسم الامتحانات النهائية.

كما عبّر كثيرون عن ارتباكهم حيال المعلومات المتوفرة — سواء كانت من الحكومة أو من مصادر غير رسمية — ولا يعلمون ما الذي يمكن الوثوق به.

قال إيليا: “أشاهد باستمرار قصص إنستغرام مليئة بالإرشادات والمعلومات، لكنها دون مصدر واضح ومبعثرة”.

وأضاف: “بصراحة، لا أعرف أيها دقيق وأيها غير دقيق، فكل شيء مبعثر وغير واضح، ويبدو أن لكل شخص رأياً مختلفاً”.

وفي مجموعات العائلة على واتساب، يسود الارتباك. وكانت معظم التعليقات من نساء إيرانيات استحضرن تجربتهن خلال حرب العراق وإيران في الثمانينيات، مقدمات نصائح بشأن كيفية التمييز بين صوت الضربات وصوت اعتراضات الدفاع الجوي، لمساعدة الآخرين في تقييم الوضع الحالي.

من جهة أخرى، يجد البعض صعوبة في الوصول إلى الإنترنت، مع تزايد ضعف شبكات الاتصال في البلاد.

وشددت الحكومة الإيرانية في اليوم الثالث على التوالي من الهجمات الإسرائيلية (الأحد)، على أنها تتخذ إجراءات لحماية السكان.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني: “المساجد مأوى للجميع، واعتباراً من الليلة، سيتم فتح محطات المترو أيضاً ليتمكن الناس من الوصول إلى أماكن آمنة على مدار الساعة”.

وأضافت، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام الإيرانية، أن العديد من المدارس يمكن استخدامها كملاجئ أيضاً.

لكن لم يكن واضحاً إلى أي مدى سيكون ذلك مطمئناً، فقد تشكلت طوابير طويلة في محطات الوقود بطهران، وازدحمت طرق المدينة بالسيارات مع محاولات يائسة من العائلات للهروب.

وفي أصفهان، وهي مدينة في وسط إيران تعرضت للقصف من قبل الجيش الإسرائيلي، قالت امرأة تُدعى فرنگیس إنها حاولت ليلة السبت إقناع صديقتها بمغادرة المدينة والتوجه إلى قرية في الجنوب.

وقالت فرنگیس، التي في السبعينات من عمرها: “تماماً كما في المرة السابقة”، وكانت هذه العبارة كافية، إذ أن السيدتين كانتا قد فرتا من ديارهما خلال قصف العراق لإيران قبل عقود.

لكن صديقتها رفضت المغادرة، بحسب فرنگیس، قائلة إنها لا تستطيع ترك أولادها وأحفادها، الذين “لديهم مدارس وأعمال يبدو أنها لم تُلغَ بعد”.