(العراق) – “صحيفة الثوري”:
جدد حزب العمال الكردستاني دعوته لتركيا لتخفيف ظروف الاحتجاز المفروضة على زعيمه عبدالله أوجلان، المسجون منذ عام 1999، معتبراً أنه يشكل “ركيزة أساسية” في أي مفاوضات محتملة تهدف لإنهاء النزاع المسلح المستمر منذ أكثر من أربعة عقود.
جاءت الدعوة في وقت أعلن فيه الحزب، الذي تصنفه أنقرة ودول غربية كتنظيم إرهابي، عن خطوات غير مسبوقة شملت وقف إطلاق النار وحل نفسه، في ما وصفه مراقبون بمحاولة للانتقال إلى مسار سياسي بعد عقود من العمل المسلح.
وقال زاغروس هيوا، المتحدث باسم الجناح السياسي للحزب، إن القرار جاء استجابة لرسالة من أوجلان في فبراير الماضي، دعا فيها المقاتلين إلى “إلقاء السلاح” وإنهاء العمل العسكري. وأضاف أن “تحقيق تقدم حقيقي نحو السلام يتطلب تمكين أوجلان من لعب دور فعّال، عبر تحسين ظروف احتجازه”.
ورغم ترحيب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالخطوة واعتبارها “مهمة لحفظ السلم”، أكدت وزارة الدفاع التركية استمرار العمليات العسكرية ضد مقاتلي الحزب المنتشرين في شمال العراق.
هيوا أشار إلى أن الحزب لم يتلقَ حتى الآن “ضمانات أو إجراءات ملموسة” من أنقرة بشأن آليات نزع السلاح، منتقداً استمرار العمليات العسكرية التي “تتناقض مع أجواء السلام”، حسب تعبيره.
في السياق ذاته، تتداول وسائل إعلام تركية سيناريوهات مختلفة حول مصير مقاتلي الحزب، تشمل العفو عن من لم يتورطوا في عمليات عنف، مقابل احتمال نفي قادة الحزب إلى دول مثل النروج أو جنوب أفريقيا. غير أن هيوا شدد على أن “السلام الحقيقي يتطلب إدماجاً لا منفى”.
كما نفى أي صلة مباشرة للعملية الحالية بقوات سوريا الديموقراطية ذات الأغلبية الكردية في شمال شرق سوريا، مشيراً إلى أن المفاوضات – إن حصلت – ستبقى محصورة بين الحزب وأنقرة.
ويبقى الغموض مسيطراً على مستقبل المسار السياسي الجديد لحزب العمال الكردستاني، في ظل توتر مستمر وخطاب رسمي تركي لا يزال مشككاً في نوايا الحزب، رغم التطورات الأخيرة.