(بروكسل) – “صحيفة الثوري”:
دعت 116 منظمة أممية ودولية ومحلية، اليوم الثلاثاء، إلى تحرك دولي عاجل لإنقاذ اليمن من الانزلاق نحو أزمة إنسانية غير مسبوقة، مع اقتراب البلاد من عام هو “الأصعب منذ عقد”، في ظل استمرار النزاع وتفاقم الأوضاع المعيشية.
النداء جاء عشية الاجتماع السابع لكبار مسؤولي العمل الإنساني بشأن اليمن، الذي تستضيفه العاصمة البلجيكية بروكسل، برعاية الاتحاد الأوروبي. وتسعى المنظمات إلى دفع المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات عملية تحول دون تفاقم الكارثة الإنسانية في البلاد.
وأكدت المنظمات في بيان مشترك أن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2025 لم تتلق حتى الآن سوى أقل من 10% من التمويل المطلوب، ما يهدد بحرمان ملايين اليمنيين من المساعدات الأساسية، وخصوصًا النساء والفتيات والنازحين والمهاجرين والفئات الأكثر هشاشة.
ورغم التحديات الميدانية، من انعدام الأمن والقيود على الوصول واحتجاز العاملين في المجال الإنساني، تواصل منظمات الإغاثة تقديم الدعم المنقذ للحياة، بما يشمل خدمات الحماية والتعليم والمياه والمأوى، وفق ما أفاد البيان، الذي شدد على الدور الحيوي للمنظمات المحلية، واصفًا إياها بـ”الخط الأول في الاستجابة داخل المجتمعات النائية”.
وأضاف البيان أن دعم المانحين خلال السنوات الماضية ساهم في تفادي المجاعة وتخفيف المعاناة، لكن المكاسب المحققة باتت مهددة، ما لم يتم تعزيز التمويل الإنساني بشكل مرن ومنظم وسريع.
وحثت المنظمات المانحين الدوليين على اغتنام فرصة اجتماع بروكسل لتجديد التزاماتهم تجاه اليمن، بما يشمل أيضًا دعم التنمية وتوفير سبل العيش والخدمات الأساسية لمنع تدهور الأوضاع إلى مستويات أكثر حدة.
كما شدد البيان على ضرورة العمل السياسي لإنهاء الصراع، ودعا إلى احترام القانون الدولي الإنساني وضمان حماية المدنيين وتيسير وصول المساعدات دون عوائق، محذرًا من أن التأخر في الاستجابة سيؤدي إلى “فقدان فرص النجاة والدفع بالبلاد نحو مزيد من الانهيار”.
ويأتي الاجتماع في وقت تواجه فيه خطة الاستجابة أكبر عجز تمويلي منذ بدء الأزمة، وهو ما يجعل مخرجات لقاء الغد حاسمة في تقرير مصير ملايين اليمنيين خلال الشهور المقبلة.