آخر الأخبار

spot_img

منظمة دولية توجه رسالة مفتوحة إلى قادة الدول العربية: دعوة لدعم معاهدة دولية تحظر الاستغلال السياسي للأديان

لندن – صحيفة الثوري  : 

وجهت منظمة “بيبيور إنترناشونال” الدولية، ومقرها المملكة المتحدة، رسالة مفتوحة إلى قادة الدول العربية دعتهم فيها إلى مساندة حملة عالمية لتشريع معاهدة دولية تهدف إلى حظر الاستغلال السياسي للأديان، مؤكدة أن المبادرة تنبع من هوية عربية، إذ أطلقها الكاتب العراقي البريطاني سلام سرحان قبل خمسة أعوام.

وأشارت المنظمة إلى أن المبادرة أصبحت اليوم على الأجندة الدولية، نظرًا لما تقدمه من معالجة شاملة وبسيطة لجذور الصراعات الدينية والتطرف، عبر إطار قانوني يستند إلى مبادئ العدالة ويمنع استخدام الدين لانتهاك حقوق الآخرين. وأوضحت أن هذه الرؤية جعلت المبادرة محل ترحيب عالمي متسارع، لتوافقها مع سياسات الدول المسؤولة والمعتدلة حول العالم.

وأكدت الرسالة أن المبادرة بصدد الحصول على دعم رسمي من مجلس أوروبا، بعد عامين من المداولات، وبدعم من برلمانيين من 19 دولة أوروبية. كما نوهت المنظمة بأن المبادرة تحظى حتى الآن بتأييد رسمي وبرلماني من أكثر من ثمانين دولة، إلى جانب حوارات مباشرة مع عشرات الحكومات، من ضمنها دول عربية رائدة، كما سبق للمملكة المغربية أن استضافت مؤتمراً دولياً لدعم هذه المبادرة.

وأوضحت المنظمة أن من بين خطواتها القادمة عقد مؤتمر دولي كبير في إحدى العواصم العربية، يضم أبرز داعمي المبادرة من مختلف أنحاء العالم، بهدف تعزيز مكانة الدول العربية على الساحة الدولية ومنحها دوراً قيادياً في صياغة ملامح المعاهدة المقترحة.

وقالت الرسالة: “نحن نفخر بأن لدينا حوارًا مع معظم حكوماتكم، وبأن هذه المبادرة تنسجم مع السياسات والقوانين العربية، وجميع الدول المسؤولة في العالم، فهي لا تسعى إلى فصل الدين عن الدولة أو السياسة، بل تسلط الضوء على مخاطر التوظيف السياسي للدين الذي يهدد الهوية والاستقرار، ويمنح المتطرفين ذريعة للفتك بالمجتمعات”.

ورأت المنظمة أن قوة المبادرة تكمن في بساطتها، واستحالة رفضها من قبل أي حكومة أو طرف سياسي، إذ أن رفضها يعني ضمنيًا تبرير استغلال الدين في انتهاك حقوق الآخرين، ما يجعلها قادرة على استمالة حتى الأطراف المتشددة نحو خطاب الاعتدال والتسامح.

وأضافت الرسالة أن “هذه المبادرة ليست مجرد فكرة مثالية، بل هي ميثاق شرف عالمي يعزز التعايش ويحظر استخدام الأديان كسلاح في الصراعات السياسية”، مشددة على أهمية الدور العربي في صياغة بنود المعاهدة لضمان عدم تدخل أطراف خارجية تفرض أجندات مثيرة للجدل.

وتابعت: “إن توقيت المبادرة مثالي، في ظل ما تشهده المنطقة من تحولات ومحاولات للخروج من دوامة الصراعات الطائفية والدينية. وهي فرصة تاريخية لأن تقدم الدول العربية نموذجًا استباقيًا يُحتذى به في العالم”.

وختمت منظمة “بيبيور إنترناشونال” رسالتها بدعوة الزعماء العرب إلى منح هذه المبادرة الدعم اللازم في هذه المرحلة المتقدمة من الحوار الدولي، قائلة: “إننا على ثقة بأن دعمكم سيكون حاسمًا في دفع معاهدة تاريخية ترى النور، وتُسهم في بناء عالم أكثر عدلاً وسلامًا وتسامحًا للجميع”.

الرسالة وقّعها المؤسس والأمين العام للمنظمة، الكاتب سلام سرحان، بتاريخ 17 مايو 2025.