صحيفة الثوري – البيضاء
في فاجعة جديدة تضاف إلى سجل الضحايا المدنيين المتزايد بسبب الألغام التي زرعتها جماعة الحوثي الإرهابية، لقي رجل مسن مصرعه جراء انفجار لغم أرضي في مديرية مكيراس بمحافظة البيضاء، جنوب شرقي اليمن.
وأفاد مركز الرصد للحقوق والتنمية، وهو منظمة متخصصة في توثيق الانتهاكات في المحافظات الشرقية، بأن الضحية هو المواطن “محمد أحمد قاسم المنصري”، البالغ من العمر 68 عاماً.
وأوضح المركز أن اللغم الذي أودى بحياة المنصري كان مزروعاً في منطقة ذورة الشرق، الواقعة شرقي مديرية مكيراس، ليؤكد بذلك استمرار خطر هذه الأسلحة العشوائية على حياة المدنيين في المناطق التي شهدت نزاعات.
ويُظهر هذا الحادث المأساوي التهديد المستمر الذي تمثله الألغام الأرضية التي زرعتها جماعة الحوثي بشكل عشوائي في مختلف أنحاء البلاد.
وتعد هذه الألغام أدوات قتل صامتة تحصد أرواح الأبرياء، بمن فيهم كبار السن والأطفال والنساء، وتعيق عودة الحياة الطبيعية إلى المناطق المتضررة من النزاع.
ويزيد من فداحة الوضع، بحسب ما ذكره مركز الرصد، عجز الأهالي عن الوصول إلى جثة الفقيد وانتشالها من مكان الحادث، وذلك خشية وجود ألغام أخرى مزروعة في محيط المنطقة.
هذا الأمر لا يضاعف فقط من الحزن والألم على فقدان الضحية، بل يسلط الضوء أيضاً على التكتيكات الوحشية التي تتبعها جماعة الحوثي في زرع الألغام بكميات كبيرة وبشكل غير منظم، مما يحول مناطق واسعة إلى حقول موت تهدد حياة كل من يقترب منه.
إن هذه الحادثة المروعة تدق ناقوس الخطر مجدداً بشأن الحاجة الملحة إلى تكثيف الجهود الدولية والمحلية لمكافحة الألغام في اليمن.
ويتطلب الأمر دعماً أكبر لبرامج نزع الألغام وتوعية المجتمعات المحلية بمخاطرها، بالإضافة إلى محاسبة المسؤولين عن زراعة هذه الأسلحة المحرمة دولياً والتي تودي بحياة المدنيين الأبرياء بشكل يومي
إن حياة اليمنيين وسلامتهم يجب أن تكون أولوية قصوى، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال تطهير أراضيهم من هذه الألغام المميتة وضمان عدم تكرار مثل هذه الفواجع مستقبلاً.