(صنعاء) – “صحيفة الثوري”:
تواجه المستشفيات في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي أزمة وقود خانقة تهدد بتوقف خدماتها الطبية، في ظل استمرار انعدام الإمدادات وتوقف دخول شحنات الوقود عبر الموانئ.
وأفادت مصادر طبية أن عدداً من المستشفيات الكبرى، بينها مستشفى الجمهوري والثورة والكويت، بدأت بتقليص ساعات العمل في بعض الأقسام ودمج الحالات الطارئة، بسبب عجزها عن تشغيل المولدات الكهربائية التي تعتمد عليها لتشغيل الأجهزة الطبية.
وتشهد أقسام العناية المركزة والحضانات وغسيل الكلى تراجعاً حاداً في قدرتها التشغيلية، مع ارتفاع مخاطر الوفاة في أوساط المرضى الذين يعتمدون على أجهزة دعم الحياة.
وقال أطباء في مستشفيات حكومية وخاصة إن نقص الوقود تسبب في توقف جزئي لبعض الأقسام الحيوية، فيما تواجه المستشفيات الخاصة صعوبة في تأمين الوقود من السوق السوداء بسبب ارتفاع الأسعار، ما دفعها إلى رفع تكلفة الخدمات الطبية.
وتؤكد شهادات من داخل المرافق الصحية أن المرضى باتوا يتحملون كلفة الوقود بشكل مباشر، في ظل غياب أي تدخلات طارئة أو دعم حكومي.
وتحذر منظمات دولية من تفاقم الأزمة الصحية في اليمن، مشيرة إلى أن انهيار القطاع الطبي بات وشيكاً في ظل استمرار تعثر دخول شحنات الوقود، وتصاعد التوترات الإقليمية التي أثرت على حركة السفن في البحر الأحمر.
وكانت بعض المستشفيات قد أغلقت أجزاء من وحدات الحضانات ونقلت المرضى بين الأجهزة المتاحة بالتناوب، ما يهدد بارتفاع معدلات وفيات الأطفال حديثي الولادة.
وتعد هذه الأزمة من أخطر التحديات التي يواجهها القطاع الصحي اليمني منذ سنوات، في بلد يعاني من هشاشة البنية التحتية ونقص التمويل والدعم الدولي.