آخر الأخبار

spot_img

الحزب الاشتراكي اليمني: رافعة التغيير ومستقبل اليمن الاتحادي الديمقراطي

صحيفة الثوري _ كتابات: 

دعاء أحمد

في زمن الانهيارات الكبرى، حيث تتهاوى الأحلام وتتداعى اليقينيات، يبرز الحزب الاشتراكي اليمني كبوصلة ثابتة تشير نحو المستقبل.

نحن لسنا مجرد حزب عابر في تاريخ هذا الوطن، بل نحن الضمير الحي لليمن الذي يرفض الذل، والعقل النقدي الذي يرفض التسطيح، والإرادة الصلبة التي ترفض الاستسلام.

لن نكتفي بالوقوف على أنقاض الماضي ونبكي على ما كان.

نحن هنا لنسطر فصلاً جديداً من فصول النضال، نحمله بأيدٍ شابة وعقول متفتحة وقلوب عامرة بحب هذا الوطن.

إننا نرفع راية التغيير ليس من أجل التغيير ذاته، بل من أجل يمنٍ يعترف بتنوعه، ويحترم خصوصياته، ويبني وحدته على أسس العدل والحرية والمساواة والقبول بالآخر.

لقد كسرنا طوق الصمت التاريخي حول القضية الجنوبية، لنقول بكل وضوح: لا وحدة دون عدل، ولا عدل دون اعتراف. نحن نؤمن بحق تقرير المصير كضمانة ديمقراطية لعلاقة جديدة بين شمال اليمن وجنوبه، علاقة تقوم على الاختيار الحر لا الإكراه، على الشراكة لا الهيمنة، على العدالة لا الاستغلال.

نحن لا نخاف من المستقبل، لأننا نصنعه بأيدينا.

مشروعنا للدولة الاتحادية ليس ترقيعاً لواقع فاشل، بل هو رؤية ثورية لإعادة تشكيل اليمن من قاعدته.

نحن نريد اتحاداً حقيقياً يقوم على إرادتين حرتين، لا اتحاداً قسرياً يخفي تحت عباءته استمرار سياسات الإقصاء والتهميش أو الظلم والإلحاق.

أمام الشباب اليمني في الشمال والجنوب نقولها بصراحة: لا تخدعكم الأوهام. لن ينقذ اليمن إلا مشروع وطني ديمقراطي يرفض منطق المحاصصة والولاءات الضيقة.

نحن نقدم لكم ليس مجرد حزب، بل مدرسة فكرية وسياسية تضع بين أيديكم أدوات التغيير الحقيقية.

إن تحدياتنا التنظيمية لا نخفيها، بل نواجهها بشجاعة.

نحن نعيش عملية تجديد جذري تفتح الباب واسعاً أمام الطاقات الشابة، لأننا نؤمن أن المعركة الحقيقية هي معركة أجيال، وليس مجرد صراع على السلطة.

ندعوكم أيها الشباب إلى أن تكونوا صناع التغيير لا متفرجين عليه.

إلى أن تكونوا قادة المستقبل لا ضحايا الماضي. معاً سنبني اليمن الجديد: يمن العدالة الاجتماعية، يمن الحرية والديمقراطية والكرامة، يمن الوحدة الطوعية القائمة على الاعتراف المتبادل.

لن نكون مجرد خيار بين خيارات، بل سنكون الحلم الذي يستحق أن يُحارَب من أجله.

لأن اليمن الذي نريده ليس مجرد جغرافيا، بل هو فكرة تنبض بالحياة، وعدل يشرق من جديد، ومستقبل نصنعه بأيدينا.

هذا هو رهاننا، وهذا هو تحدينا.

فمن يريد أن يكون من صناع المستقبل، فليكن معنا في هذه الرحلة الصعبة، رحلة بناء اليمن الاتحادي الديمقراطي.