آخر الأخبار

spot_img

أكاذيب لاريجاني تتهاوى أمام الحقائق الدامغة.. إيران ودورها المحوري في تأجيج حرب اليمن

صحيفة الثوري – تقارير

في محاولة جديدة للتنصل من مسؤوليتها عن الأزمة اليمنية المستمرة، أدلى علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، بتصريحات مثيرة للجدل زعم فيها أن إيران لا تربطها أي علاقة بما يجري في اليمن.

ودعا لاريجاني الولايات المتحدة إلى إجراء مفاوضات مباشرة مع جماعة الحوثي، مؤكدًا أن طهران لا تتحمل أي تبعات للأوضاع المأساوية في اليمن.

إلا أن هذه التصريحات سرعان ما اصطدمت بسيل من الحقائق الإعلامية والتقارير الدولية والوثائق التي تكشف زيف الادعاءات الإيرانية وتؤكد الدور المحوري الذي لعبته ولا تزال تلعبه طهران في تأجيج الصراع اليمني.

دعم ممنهج

الدعم العسكري الإيراني الممنهج للحوثيين حقائق لا يمكن إنكارها
على مدار السنوات الماضية، وخاصة منذ عام 2014، تواترت تقارير موثوقة من مصادر دولية وإعلامية مرموقة تؤكد ضلوع إيران بشكل مباشر في دعم جماعة الحوثيين عسكريًا ولوجستيًا واستخباراتيًا.

وتشير هذه التقارير إلى قيام الحرس الثوري الإيراني (فيلق القدس) بنقل شحنات ضخمة من الأسلحة المتطورة، ومكونات الطائرات المسيّرة، والصواريخ بأنواعها المختلفة، والتجهيزات العسكرية المتنوعة إلى الحوثيين عبر طرق متعددة ومبتكرة.

ولم تتوقف الأدلة عند هذا الحد، بل أكدت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة نفسها أن الحوثيين لم يكونوا ليتمكنوا بأي حال من الأحوال من تطوير منظوماتهم الصاروخية والمسيّرة المعقدة والمتطورة دون دعم خارجي متواصل.

وقد أشارت الأمم المتحدة بوضوح إلى أن مصدر هذه المنظومات العسكرية هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية. بالإضافة إلى ذلك، كشفت التقارير عن تلقي عناصر حوثية مختارة تدريبات عسكرية متقدمة على أيدي خبراء إيرانيين في معسكرات داخل إيران ولبنان والعراق، مما عزز بشكل كبير من قدراتهم القتالية والتكتيكية.

تحويل الحوثيين إلى قوة إقليمية تهدد الاستقرار الدولي

لم يقتصر الدعم الإيراني على تزويد الحوثيين بالسلاح والتدريب فحسب، بل أسهم بشكل فعال في تحويل هذه الجماعة إلى قوة عسكرية إقليمية ذات نفوذ متزايد.

وبفضل هذا الدعم، أصبح الحوثيون قادرين على تنفيذ عمليات عسكرية معقدة وبعيدة المدى، تجلت بوضوح في الهجمات المتكررة بالصواريخ والطائرات المسيّرة التي استهدفت الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب الحيويين للتجارة العالمية.

بل وتجاوزت طموحات الحوثيين المدعومين من إيران الحدود اليمنية لتطال أهدافًا داخل إسرائيل، مما يكشف عن أجندة إقليمية أوسع نطاقًا.

لقد أدى هذا الدعم الإيراني السخي إلى تغيير ميزان القوى بشكل جذري في اليمن، ومنح إيران موطئ قدم استراتيجيًا لتوسيع نفوذها الإقليمي وتهديد مصالح خصومها الإقليميين والدوليين.

وأصبحت اليمن ساحة لحروب الوكالة التي تديرها طهران عن بعد، مما يزيد من تعقيد الأزمة ويطيل أمد الصراع.

سياسة الإنكار الإيرانية

تعد استراتيجية مكشوفة لتجنب المساءلة الدولية على الرغم من كل هذه الأدلة الدامغة، تصر إيران رسميًا على نفي أي دور مباشر لها في دعم الحوثيين، وتصفهم بأنهم حركة يمنية وطنية مستقلة تمامًا.

ويعد هذا الإنكار جزءًا من استراتيجية إيرانية أوسع تُعرف بـ “الإنكار المعقول”، والتي تهدف إلى التهرب من الضغوط والعقوبات الدولية المتزايدة.

إلا أن الوقائع الميدانية والتقارير الاستخباراتية المتواترة، بالإضافة إلى تصريحات متناقضة أحيانًا من بعض قادة الحرس الثوري الإيراني، تفضح زيف هذه الادعاءات وتثبت تورط طهران العميق في الأزمة اليمنية.

لا تعني التخلي عن النفوذ

في الأشهر الأخيرة، أشارت بعض التقارير إلى احتمال حدوث تقليص أو تراجع نسبي في حجم الدعم الإيراني المقدم للحوثيين.

ويعزو المحللون هذا التغيير التكتيكي إلى عدة عوامل، بما في ذلك الضغوط الأمريكية المتزايدة والخشية من الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

ومع ذلك، فإن هذا التغيير يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه تكتيكي ومؤقت، ولا توجد أي مؤشرات قوية تدل على توقف الدعم الإيراني بشكل كامل وجذري.

فالحوثيون ما زالوا يعتمدون بشكل كبير على القدرات العسكرية التي اكتسبوها على مدار سنوات طويلة من الدعم الإيراني، كما أن طهران لا تزال تسعى للحفاظ على نفوذها الاستراتيجي في اليمن.

إيران لا تزال اللاعب الأبرز في الأزمة اليمنية

تتضح حقيقة دامغة مفادها أن تصريحات علي لاريجاني التي تنفي أي صلة لإيران بما يجري في اليمن تتناقض بشكل صارخ مع الأدلة الميدانية والتقارير الدولية والإعلامية الموثوقة.

لقد كانت طهران ولا تزال تلعب دورًا رئيسيًا في دعم الحوثيين عسكريًا واستراتيجيًا، وتحويلهم إلى أداة لتحقيق أهدافها الإقليمية.

إن سياسة الإنكار الإيرانية ليست سوى محاولة دبلوماسية وإعلامية لتقليل الضغوط الدولية، بينما تشير الحقائق بوضوح إلى أن إيران لا تزال أحد اللاعبين الأساسيين في الأزمة اليمنية، وأن نفوذها المتجذر في اليمن قائم على سنوات طويلة من الدعم السخي والمستمر لجماعة الحوثيين.