صحيفة الثوري- فايننشال تايمز:
أعلن دونالد ترامب عن فرض عقوبات ثانوية على النفط الإيراني، مع تصعيد واشنطن لحملة “الضغط الأقصى” ضد الجمهورية الإسلامية في ظل تعثر المحادثات بشأن برنامجها النووي.
وقال الرئيس الأمريكي يوم الخميس إن أي جهة تشتري النفط أو المنتجات الإيرانية ستُمنع من التعامل تجاريًا مع الولايات المتحدة، مما يزيد من الحملة ضد مصدر دخل حيوي لطهران ويزيد الضغط على الصين، أكبر مستورد له.
وكتب ترامب على منصته “تروث سوشال”: “يجب وقف جميع مشتريات النفط أو المنتجات البتروكيماوية الإيرانية، فورًا!”.
واضاف “أي دولة أو شخص يشتري أي كمية من النفط أو المواد البتروكيماوية من إيران، سيتعرض فورًا لعقوبات ثانوية. ولن يُسمح له بالتعامل التجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية بأي شكل من الأشكال”.
وقد اتخذ ترامب موقفًا صارمًا تجاه إيران، بتشديد العقوبات على قطاع الطاقة بعد إعلانه في فبراير عن استراتيجية “الضغط الأقصى” الهادفة إلى “تصفير صادرات إيران النفطية”.
ولم يتضح بعد كيف ومتى سيتم تنفيذ الإجراءات الجديدة، ولم ترد وزارة الخزانة ووزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي على طلبات الحصول على تفاصيل إضافية.
وجاء إعلان ترامب بعد تأجيل الجولة الرابعة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، التي كان من المقرر عقدها في روما نهاية هذا الأسبوع.
وقال وزير خارجية سلطنة عمان، التي تتوسط بين الجانبين، على منصة “إكس” إن التأجيل جاء “لأسباب لوجستية”.
وارتفعت أسعار النفط بعد الإعلان، حيث صعد خام برنت، المعيار الدولي، بنسبة 1.8% ليستقر عند 62.13 دولارًا للبرميل، بينما حقق خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي مكاسب مماثلة ليستقر عند 59.24 دولارًا للبرميل.
وتُعد الصين — التي تخوض حربًا تجارية حادة مع الولايات المتحدة — الدولة الأكثر تعرضًا للعقوبات الثانوية الشاملة التي أعلنها ترامب. إذ تمثل بكين الغالبية العظمى من نحو 1.5 مليون برميل من النفط الخام التي تصدرها إيران يوميًا.
وقال بوب ماكنالي، المستشار السابق للرئيس جورج دبليو بوش ورئيس مجموعة رابيدان إنرجي: “إذا أُخذ كلام ترامب حرفيًا، فهذا يعني أن على الصين… أن تختار بين العلاقات التجارية مع إيران أو مع الولايات المتحدة”.
واضاف: “إذا قررت الصين التوقف عن استيراد النفط الإيراني، فإن طهران ستواجه صعوبة في إعادة توجيه تلك البراميل إلى دول أخرى”، وقال “ما لم تتحدى الصين الولايات المتحدة، فإن إيران تواجه خسارة كارثية في صادراتها النفطية وعائداتها. وهذه الخطوة قد تدفع الدبلوماسية القسرية بشكل أسرع نحو اتفاق دبلوماسي أو صراع عسكري”.
وكانت أسعار النفط قد انخفضت بشكل حاد هذا العام وسط مخاوف من ركود اقتصادي عالمي ناتج عن الحرب التجارية التي يخوضها ترامب، كما أن إنتاج تحالف أوبك+ آخذ في الارتفاع، ما يمنح واشنطن مساحة أكبر لفرض عقوبات على دول منتجة للنفط دون الإضرار بالمستهلكين الأمريكيين.