بغداد – “صحيفة الثوري”:
أكد الحزب الشيوعي العراقي، في بيان أصدره بمناسبة الأول من أيار، أن عيد العمال العالمي يمثل رمزاً لوحدة الطبقة العاملة وتضامنها في مواجهة الاستغلال والظلم الاجتماعي، داعياً إلى تصعيد النضال من أجل تحسين أوضاع العمال وتوسيع الحقوق النقابية.
وأشار البيان إلى تدهور الأوضاع المعيشية للعمال في العراق، واستمرار السياسات الليبرالية التي عمّقت الفجوة بين الفقر والغنى، وتسببت بارتفاع البطالة وتراجع الإنتاج الوطني، وسط غياب العدالة الاجتماعية. وطالب الحزب بتطبيق قوانين العمل والضمان الاجتماعي، وضمان حق التنظيم النقابي والإضراب، وتحقيق المساواة في الأجور، إضافة إلى إلغاء القوانين المجحفة وإعادة تأهيل القطاع العام.
ورأى الحزب أن تصاعد الأزمات الداخلية وتداعيات التغيرات الإقليمية والدولية يجعل التغيير الشامل ضرورة وطنية، داعياً إلى أوسع اصطفاف للقوى الديمقراطية والمدنية للمشاركة في الحراك الشعبي والانتخابات المقبلة، بهدف إنهاء نظام المحاصصة والفساد وبناء دولة مدنية ديمقراطية.
وأكد الحزب التزامه بدعم مطالب العمال والكادحين، ومواصلة الدفاع عن حقوقهم، داعياً إلى توحيد الصفوف وتفعيل التنظيمات النقابية كوسيلة لانتزاع الحقوق وتحقيق مستقبل أكثر عدالة.
نص البيان
بيان الحزب الشيوعي العراقي: لتبقَ راية الأول من أيار خفاقة.. رمزاً لوحدة العمال وتضامنهم العالمي
يحتفلُ العمال في العراق والعالم في الأول من أيّار بالعيد الأممي للطبقة العاملة، وهم يواصلون النضال دفاعا عن حقوقهم، وللتحرر من نير الاستغلال الرأسمالي والتمييز والاضطهاد، في ظل تحديات مصيرية في قطاعات العمل مع تدهور أوضاعهم المعيشية وغياب العدالة والمساواة، وفيما يواجهون مع شعوبهم حروبا ونزاعات مدمرة، تمثل تهديدا خطيرا للسلام في بلدانهم والعالم أجمع.
وفي هذه المناسبة يُحيي الحزب الشيوعي العراقي عمّال وكادحي بلدنا وعموم الشغيلة، ويستذكر تضحياتهم الجسام على مدى عقود، والتي جسّدت مبكراً وعيهم الطبقي والترابط الوثيق بين النضال الوطني والاجتماعي.
ولا يزال الأول من أيار رمزاً لوحدة العمال وتضامنهم العالمي، وإدراك أن نضالهم لا يقتصر على مطالب اقتصادية، بل يتعداه إلى النضال للتخلص من سلطة الاستغلال والظلم الاجتماعي. ولذا فإن هذا اليوم في بلادنا مناسبة كذلك لرفض كل اشكال الظلم والاستغلال، وللمطالبة بتطبيق قانوني العمل والضمان الاجتماعي، وإقرار حق التنظيم النقابي في القطاعين العام والخاص، وحق العمال في الإضراب والتظاهر والاعتصام وفي المساواة في الأجر وفرص العمل، وإلغاء القانون الجائر رقم 52 لسنة 1987، وضمان أمان المرأة في مواقع العمل، وتعزيز مساهمتها في العملية الانتاجية، والضمان ضد البطالة، والتصدي للخصخصة، وإعادة تأهيل شركات القطاع العام، ومنع عمالة الأطفال، وتوفير ظروف آمنة للعمل والاستقرار الوظيفي.
وفي الأول من أيّار لا نحتفي فقط بيوم العمال، ونسلّط الضوء على حقوق طال انتظارها، انطلاقا من حقيقة أن لا كرامة بلا عدالة ولا عدالة بلا تنظيم، بل ونجدد العهد على مواصلة النضال الدؤوب والمثابر، مؤكدين أهمية وحدة الطبقة العاملة واستقلال تنظيمها النقابي عن التبعية للسلطة، من أجل المضي بكفاحها لانتزاع حقوقها المشروعة في العدالة الاجتماعية والكرامة والتوزيع العادل للثروة.
بعد عشرين عاماً تقريباً على تسلّم منظومة المحاصصة والفساد الحكم، لا تزال بلادنا ترزح تحت وطأة الأزمة البنيوية الشاملة، وتتعمق الهوّة بين الغنى الفاحش والفقر المدقع وانتفاء العدالة الاجتماعية، جرّاء السياسات الليبرالية الجديدة، وفي ظل اقتصاد سوق منفلت ورأسمالية متوحشة ريعية مندمجة بالسوق العالمية. وتنشغل القوى الماسكة بمفاتيح السلطة في توظيف كل ما تيسر لها من أجل البقاء في الحكم، فيما يواجه شعبُنا نار الأزمات، وتفاقم البطالة وتفشي الفقر وغياب الرعاية الصحية وتردي التعليم، وخراب المعامل والمصانع وانهيار الانتاج الوطني وتراجع الزراعة وانتعاش الفساد، بجانب انتشار المخدرات وغياب القوانين ونهب الثروات وجفاف مصادر المياه، وتوسّع التصحر وتردي حال البنى التحتية، وتصاعد انتهاك حقوق المرأة والحريات العامة والخاصة.
وفي الآونة الأخيرة تزايدت حدة الاحتجاجات الشعبية، وتظاهر ممثلو مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية ومنهم الفلاحون والمعلمون، رافعين شعارات تطالب بتحسين المستوى المعيشي وزيادة الرواتب وإيجاد فرص عمل، وغيرها من مطالب مشروعة.
إن استفحال هذه الأزمة العامة، فضلا عن المخاطر المحدقة ببلادنا جراء التغيرات الدولية والاقليمية وتداعياتها، يعزز القناعة بأن التغيير الشامل في بلادنا بات ضرورة ملحة. وان ذلك يتطلب إقامة أوسع اصطفاف للقوى التي تنشد هذا التغيير، للخلاص من منظومة المحاصصة والطائفية السياسية والفساد والسلاح المنفلت، عبر المساهمة الفاعلة في الحراك الشعبي والجماهيري متعدد الأشكال، والتوجه للمشاركة النشيطة في الانتخابات القادمة بروح التحدي لقوى السلطة وأجهزتها، والتصويت لقوى الخير والعمل والبناء، القوى المدنية الديمقراطية والوطنية، من أجل دفع عملية التغيير قدما، وتدشين مرحلة بناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
يا جماهير العمال والكادحين.. إنّ حزبنا الشيوعي العراقي كان وما زال يدعم مطالبكم العادلة، وسيبقى مدافعاً اميناً عن مصالحكم وحقوقكم المشروعة مع سائر ابناء شعبنا العراقي، ويظل يسعى معكم من أجل حرية الوطن وسعادة الشعب.
رصّوا صفوفكم، وفعّلوا أطرَ التنظيم النقابي والتضامن العمالي، فالمستقبلُ الأكثر إنصافاً، المستقبل الخالي من الاستغلال والفساد والنهب، لا يُمنح.. بل يُتنزع.
عاش الأوّل من أيّار يوم التضامن العمالي العالمي
تحية لعمال فلسطين والسودان والبلدان العربية والعالم في عيدهم
المجد والخلود لشهداء الطبقة العاملة العراقية
وإلى المزيد من النضال في سبيل غدٍ مشرق لعمّال العراق وكادحيه، ولكل أبناء شعبه.. في عراق حرٍّ مدني ديمقراطي.
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
28 نيسان 2025
#الشيوعي_العراقي