صحيفة الثوري – متابعات
قالت منظمة التحرير الفلسطينية السبت إنها وافقت على الترشيح المقدم من الرئيس محمود عباس لتعيين حسين الشيخ نائبا له وخليفته المحتمل، في خطوة تُعتبر على نطاق واسع ضرورية لإصلاح السلطة، وبذلك يكون الشيخ أول فلسطيني من الداخل يصل إلى أرفع منصب في السلطة الفلسطينية.
ويرأس عباس، البالغ من العمر 89 عاما، منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية منذ وفاة الزعيم ياسر عرفات عام 2004، لكنه قاوم لسنوات أي إصلاحات داخلية، بما في ذلك اختيار نائب له.
والشيخ، المولود في عام 1960، من كبار أعضاء حركة فتح، الفصيل الرئيسي لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي أسسه عرفات ويرأسه عباس حاليا، ويُنظر على نطاق واسع إلى الشيخ على أنه شخصية براجماتية وتربطه علاقات وثيقة بإسرائيل.
من هو حسين الشيخ
ولد حسين الشيخ في رام الله في 14 ديسمبر (كانون الأول) عام 1960، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية دير طريف المهجرة من قضاء الرملة، وانخرط في حركة فتح، قبل ان تعتقلته إسرائيل بسبب انتمائه ونشاطه في الحركة عام 1978، وقضى في السجون 11 عاماً، ثم خرج عام 1989 مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي انخرط فيها وحاز عضوية القيادة الوطنية الموحدة والقيادة العليا لحركة فتح ومع دخول السلطة الفلسطينية، التحق بقوات الأمن وكان عقيداً في جهاز الأمن الوقائي.
في الانتفاضة الثانية عام 2000، دخل في صراع مع بعض قيادات حركة فتح المتنفذين، وإلى حد ما في صراع لاحق مع الحركة، لكنه ظلّ أحد قادتها.
تعلم الشيخ في سجنه اللغة العبرية وأتقنها كتابة وقراءة ومحادثة. وانتخب عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح في مؤتمرها العام السادس، الذي انعقد في مدينة بيت لحم عام 2009، وانتخب مرة ثانية عام 2016، وما زال.
ومثل الشيخ حلقة الوصل الرئيسية للسلطة الفلسطينية مع الحكومة الإسرائيلية في عهد عباس كما يضطلع بدور مبعوث عباس في زياراته إلى القوى العالمية.
وأمضى الشيخ أكثر من عشر سنوات في السجون الإسرائيلية في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات.
وصرّح مرارا خلال الفترة الماضية بأن أولوية العمل الفلسطيني “يجب أن تتركّز على إنهاء الحرب في غزة وفرض السيطرة والولاية لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية على قطاع غزة والضفة الغربية”.
ويبلغ الشيخ المقرّب من عباس، 64 عاما، وهو من مواليد مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة لعائلة لاجئة من دير طريف.
وقالت المنظمة في بيان “صادقت اللجنة التنفيذية في جلستها المنعقدة اليوم على الترشيح المقدم من سيادة الرئيس لتعيين السيد حسين الشيخ، نائبا لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دولة فلسطين”.
ويمثل إصلاح السلطة الفلسطينية، التي تمارس حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، أولوية بالنسبة للولايات المتحدة ودول الخليج على أمل أن تتمكن من لعب دور محوري في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وازدادت الضغوط من أجل الإصلاح منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة حيث تخوض حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، المنافس الرئيسي لمنظمة التحرير، معركة مع إسرائيل منذ أكثر من 18 شهرا أدت إلى تدمير القطاع الصغير المكتظ بالسكان.
وشجعت الولايات المتحدة على فكرة تولي السلطة الفلسطينية حكم غزة بعد إجراء الإصلاحات اللازمة. وتطالب دول الخليج أيضا بإصلاحات رئيسية في السلطة.
وينظر لدول الخليج باعتبارها المصدر الأكثر ترجيحا لتمويل إعادة إعمار غزة بعد الحرب.
دعوة لنزع سلاح حماس
هدف إسرائيل المعلن في غزة هو تدمير حماس، لكنها استبعدت أيضا منح السلطة الفلسطينية أي دور في الحكومة هناك ويقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يعارض إقامة دولة فلسطينية.
وتسيطر حماس على القطاع منذ عام 2007 عندما هزمت السلطة الفلسطينية في حرب أهلية قصيرة بعد الفوز بالانتخابات في العام السابق وللحركة وجود كبير أيضا في الضفة الغربية.
وفي اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني يومي الأربعاء والخميس، والذي وافق على منصب نائب الرئيس دون تسمية مرشح، وجه عباس دعوته الأكثر وضوحا على الإطلاق لحماس لنزع سلاحها بالكامل وتسليم أسلحتها – ومسؤولية الحكم في غزة ٳلى السلطة الفلسطينية.
وأدى انتشار الفساد وجمود التقدم نحو إقامة دولة مستقلة وزيادة التوغلات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى تقويض شعبية السلطة الفلسطينية بين كثير من الفلسطينيين.
وتسيطر حركة فتح على السلطة الفلسطينية منذ تشكيلها في اتفاقات أوسلو مع إسرائيل عام 1993، وأجرت آخر انتخابات برلمانية في عام 2005.
المصدر: الشرق الٲوسط