صحيفة الثوري – كتابات:
اللواء علي حسن زكي
تنويه: ربما المقال طال بسبب كونه بلغة الوقائع، شديد الاعتذار….
1- لقد بدأ الإشتراكي عشية الوحدة بإطلاق أولى رصاصات قوى الإرهاب والظلام في أبين إلى صدر أحد أبرز مناضليه الصناديد وقادته المؤسسين الأفذاذ، المناضل الوطني الكبير الأستاذ علي صالح عباد مقبل، طيب الله ثراه، فكتب الله له السلامة، وإلى صدر المناضل الوطني وأحد قياداته البارزين الأستاذ أنيس حسن يحيى أمام منزله بالمنصورة، فكتب الله له السلامة، فيما تواصل مسلسل الاغتيالات غداة إعلان الوحدة، حيث حصد أرواح كوكبة من قيادات الحزب وكوادره، بلغ عددهم ما يزيد عن 147 شهيداً، ومنهم الشهيد ماجد مرشد، فضلاً عن الجرحى ومن كتب الله لهم السلامة، وفي مقدمتهم أعضاء مكتبه السياسي: المناضل والسياسي والمثقف والأديب الإنسان الدكتور ياسين سعيد نعمان، حين استُهدفوا غرفة نومه وأسرته بقذيفة (آر بي جي)، والمناضل والسياسي المقتدر دولة المهندس حيدر أبوبكر العطاس، حين أرادوا اغتياله في نقطة يسلح على مدخل صنعاء ونجا من المحاولة بأعجوبة.
2- وتواصلت أجندة استهداف الإشتراكي كذلك بالفتوى التكفيرية الشهيرة التي شرعنوا بها – قوى الشمال – لحربهم على الجنوب عام 1994م، وأباحوا بها دماء وأعراض وأموال أبناء شعب الجنوب باعتباره دار كفر يأوي الإشتراكيين، وفي سياقها كان للإشتراكي نصيب من تلك الحرب التدميرية ونتائجها الكارثية على شعب الجنوب: الأرض والإنسان والثروة والدولة والمقدرات والبنى التحتية، وذلك بطرد قياداته وكوادره في المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية، من خلال إقعاد قسري جماعي لم يسبق له في التاريخ مثيلاً، وتهميش من تبقى (خليك في البيت) وبحقوق ومرتبات أقل ما يمكن وصفها بالمنقوصة، وتشريد قياداته إلى الخارج، وحملة اعتقالات لمن في الداخل، فضلاً عن الاستيلاء على مبانيه ومقراته ووثائقه وأمواله.
3- مع كل ذلك، خرج الإشتراكي بقيادة المناضل مقبل ورفاقه من تحت أنقاض الحرب ومن بين ركامها مستقيماً على قدميه، وقاده مقبل كأمين عام في ظل ظروف بالغة الخطورة والصعوبة والتعقيد، وذلك لم يكن بكثير عليه، فهو المناضل والفدائي والقائد، والقائل ذات يوم بعد تحقيق الاستقلال الوطني 30 نوفمبر 67م (العيون السوداء بدلاً عن العيون الزرقاء)، وهي المقولة التي يمكن إسقاطها على واقع اليوم مع تبدُّل القوى والظروف والزمان، وهو القائل أيضاً بعد خروج الحزب من تحت أنقاض الحرب ومعاودة نشاطه الكفاحي والسياسي (القابض على مبادئه كالقابض على الجمر)، وهي المقولة التي يمكن إسقاطها أيضاً على واقع اليوم في ظل الحملة الظالمة التي تستهدف الحزب وتاريخه وتجربته وقياداته وكل مناضليه، وفي السياق تأتي مقولة الدكتور ياسين، الذي استلم راية أمانة الحزب من مقبل بعد أن أنهكه المرض ومتاعب مراحل النضال والتضحية: (لقد حملنا الحزب ذات يوم وعلينا اليوم أن نحمله)، هذه هي معادن وسجايا المناضلين الثابتين: (منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).
4- ولقد كانوا أعضاء وقيادات الحزب من كل مديريات ومحافظات الجنوب في مقدمة المؤسسين لبذرة الحراك السلمي: جمعيات الشباب – جمعيات المتقاعدين – جمعيات المناضلين، وفي مقرات الإشتراكي عقدت اجتماعاتها التأسيسية، وفيها واصلت اجتماعاتها اللاحقة، وكذلك عند تأسيس مجالس الحراك، وفي هذا الإطار كان للمناضل علي منصر، عضو المكتب السياسي للحزب / سكرتير الحزب بمحافظة عدن، دور بارز، بما هو كذلك مقر الحزب بالمعلا، وهو ما أزعج علي عبدالله صالح، وقيام قواته واطقمه العسكرية بتطويق المقر ومداهمته، والحال نفسه مقر الحزب في لحج وفي بقية محافظات الجنوب الأخرى، ناهيك عن اعتقال قياداته، وفي مقدمتهم باعوم ومنصر وأعضاء لجنة مركزية في سجون الأمن السياسي بصنعاء، ومثلهم قياداته في المحافظات.
5- وعند انطلاق مسيرة الحراك السلمي من ساحة الحرية بخور مكسر يوم 7/7/2007م، كان المناضل مقبل، أمين عام الإشتراكي، في مقدمة الحاضرين المشاركين، وإلى جانبه ما يقارب ثمانين عضواً من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية في الجنوب، ناهيك عن أعضاء لجان المديريات والمحافظات والأعضاء والأنصار المنخرطين في الحراك وهيئاته، وفي ذات السياق، تابعت منظمات الحزب من كان يتم اعتقالهم من الحراكيين، وكلفت محامين للترافع عنهم أمام القضاء ودفع أتعابهم.
6- فيما كان الأمين العام مقبل قد رفض عرضاً من علي عبدالله صالح بالإفراج عن مباني ومقرات الحزب ووثائقه وأمواله، مقابل قيام الحزب بإصدار بيان يدين فيه الحراك، لمعرفته بنوايا صالح لقمع الحراك والبطش بقواه من خلال إصدار قانون بتجريم الحراك وعلى ذمة الحزب، مؤكداً بذلك – مقبل – موقف الحزب وقيادته من الحراك ومشروعية قضيته.
7- لم تشفع كل تلك المشاركات والاعتقالات لهيئات الحزب وقياداته وأعضائه في المحافظات، ومواقف قياداته العليا أيضاً، لم تشفع للحزب لدى من يحاولون استهدافه، فعند تأسيس حركة النضال السلمي الجنوبي “نجاح”، شنوا هجوماً على هدفها (استعادة الدولة الجنوبية)، واتهموها جزافاً أنها تريد بذلك عودة الإشتراكي للحكم، فيما هو المقصود استعادة الدولة ككيان وليس كنظام حكم.
8- بعد دمج حركة نجاح والمجلس الوطني (باعوم) والهيئة الوطنية (النوبة)، وفي ذات لقاء موسع لهيئات وقيادات الحراك من كل محافظات الجنوب، انعقد في منطقة بإحدى مديريات محافظة لحج، لاحظ المسكونون باستهداف الحزب أن غالبية الحضور من المنتسبين للإشتراكي، فأطلقوا دعوتهم لقيادات وأعضاء الإشتراكي بأن يختاروا الحراك ويقدموا استقالاتهم من الحزب، أو يختاروا الحزب ويغادروا الحراك، وكأن الحراك شركة خاصة مملوكة، وكأن الإشتراكي في مواجهة الحراك، والحراك في مواجهة الإشتراكي، وكأن الإشتراكي هو خصم الجنوب وليس قوى نظام الحكم في صنعاء، مترافقاً مع من قاموا برسم علم الجنوب على حيطان الجبال المطلة على الطرقات منزوعاً عنه المثلث الأزرق والنجمة، لأن ذلك بحسبهم يرمز إلى الإشتراكي.
9- وفي الاجتماع الموسع لمجلس العموم، المكون من أعضاء الجمعية الوطنية وأعضاء مجلس المستشارين للانتقالي، تكرّر ما حدث كما هو مشار إليه في (8) أعلاه، حين لاحظ المسكونون باستهداف الحزب أن بين الموجودين من منتسبي الإشتراكي، بما هو وجودهم كما في اللقاء الموسع المذكور أعلاه كونهم قادمين من محافظاتهم وبصفتهم…
–