آخر الأخبار

spot_img

التحالفات الخفية وخطة القات: خيارات إسرائيل في مواجهة تهديد الحوثيين

“صحيفة الثوري” – ترجمات:

وسط استمرار التهديدات الصاروخية من اليمن، تبرز أفكار غير تقليدية في الأوساط الاستخباراتية الإسرائيلية لمواجهة الحوثيين، أحد أبرز وكلاء إيران في المنطقة. من بين هذه الأفكار، يقترح مسؤول سابق في جهاز الموساد استهداف أحد عناصر الحياة اليومية في اليمن: القات.

تصعيد مستمر من اليمن

على مدى خمسة عشر شهرًا، أطلق الحوثيون ما يقرب من 250 صاروخًا وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، في هجمات يبررونها بدعم حركة حماس في حربها ضد إسرائيل. ورغم الغارات الجوية المنسقة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على مواقع حوثية استراتيجية، لم تُفلح هذه العمليات في وقف الهجمات الليلية المتكررة، التي تُجبر الإسرائيليين على اللجوء إلى الملاجئ وتعطل الحياة المدنية.

فكرة غير تقليدية: ضرب القات

حاييم تومر، المسؤول السابق في الموساد، يطرح مقاربة مغايرة. يستند اقتراحه إلى تجربة ميدانية جمعته بمسؤول يمني غلبه النعاس خلال اجتماع بسبب مضغ القات، وهو نبات ذو تأثير منشط يمضغه غالبية الرجال اليمنيين يوميًا. تومر يرى أن تعطيل وصول الحوثيين إلى القات قد يربكهم ويحد من فاعليتهم الميدانية.

الموساد واليمن: تاريخ طويل من التدخلات

علاقة الموساد باليمن ليست جديدة. منذ ستينيات القرن الماضي، عمل الجهاز الإسرائيلي سرًا لدعم الملكيين ضد الجمهوريين المدعومين من مصر، مرورًا بعمليات استخباراتية لمراقبة معسكرات منظمة التحرير الفلسطينية، ووصولًا إلى تهريب يهود اليمن إلى إسرائيل في التسعينيات.

في السنوات الأخيرة، عاد اليمن إلى دائرة الاهتمام بعد أن أصبحت الموانئ اليمنية محطات أساسية في شبكات تهريب السلاح الإيراني إلى غزة عبر السودان ومصر.

الحوثيون… ذراع إيران الطويلة

يرى خبراء الموساد أن إيران، وبدعم مباشر من الحرس الثوري، نجحت في تحويل الحوثيين إلى نسخة يمنية من حزب الله، بقدرات عسكرية متطورة وعمليات نوعية مثل الهجمات على منشآت أرامكو في السعودية عام 2019، واستهداف أبوظبي بطائرات مسيرة.

ويقدر أن 85% من ترسانة الحوثيين مصدرها إيران، ما يجعلهم أداة فعالة في تنفيذ الاستراتيجية الإيرانية لزعزعة استقرار الأنظمة المتحالفة مع الغرب في المنطقة.

دعوات لتحالف إقليمي

يؤكد تومر وزميله زوهار بلطي أن المواجهة مع الحوثيين تتطلب بناء بنية استخباراتية متكاملة، تشمل التجنيد المحلي والعمليات السيبرانية والتكنولوجيا المتقدمة. كما يدعوان إلى تشكيل تحالف دولي يشمل قوى غربية وإقليمية لاحتواء النفوذ الإيراني.

الاغتيالات والواقع الميداني

ورغم طرح خيار الاغتيالات لقادة الحوثيين، إلا أن تومر يحذر من التحديات اللوجستية، فاليمن بعيد جغرافيًا ومعقّد ميدانيًا، ويحتاج إلى سنوات من العمل الاستخباراتي وتجنيد عملاء ميدانيين.

مفترق طرق

في ختام رؤيته، يرى تومر أن إسرائيل والمنطقة تقفان أمام فرصة استراتيجية نادرة لتشكيل تحالف إقليمي جديد، يعيد رسم توازنات القوى في الشرق الأوسط. ويضيف أن تحركات الإدارة الأمريكية المقبلة، خصوصًا في حال فوز دونالد ترامب، قد تفتح بابًا للتنسيق والضغط لوقف الهجمات الحوثية، على غرار ما جرى مع وقف إطلاق النار في غزة.

بين غارات الطائرات ومزارع القات، تتعدد أدوات المواجهة في معركة النفوذ الإقليمي… لكن النتيجة لا تزال مفتوحة.

المصدر: (إعلام عبري)