آخر الأخبار

spot_img

عبدالعزيز الأغبري… سيرة إنسان ومناضل نبيل

صحيفة الثوري – كتابات

قادري أحمد حيدر

بدء الحديث عن المهندس والصديق عبدالعزيز محمد سعيد الاغبري، بالإنسان والمناضل، هو ما يليق به ويستحقه عن جدارة، فهو قبل كل صفة ومعنى، إنسان فيه شرف ونبالة وعمق المعنى الإنساني، لأن من لا يمتلك صفة الإنسان وروح الإنسانية العميقة في وجدانه وعقله، لا يمكن أن يكون أي شيء له معنى في الحياة، ناهيك عن أن يكون مناضلاً. لقد تم ابتذال كلمة ومعنى ومفهوم “المناضل” من كثرة استخدامها في غير مكانها، حتى صار بعض الفاسدين والمستبدين والذين بدون أخلاق، في عداد “المناضلين”؛ ومن المهم اليوم إعادة الاعتبار لكلمة ومعنى ومفهوم “المناضل”، وتخليص الكلمة مما علق بها من ادران ابتذال وضعها في غير مكانها، ولمن لا يستحقها، وهي الملاحظة الصادقة التي دائماً ما يرددها ويعلق عليها ناقداً وساخراً الكاتب والشاعر المبدع، والمناضل، عبدالكريم الرازحي.

إن عزيز، كما يحب أن ندعوه ونسميه نحن أصدقاؤه ورفاقه هو ذلكم الإنسان والمناضل بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
طيلة نصف قرن لم أسمعه يتحدث عن نفسه وأدواره السياسية والحزبية والوطنية، بل هو حيي ويخجل من أن تمتدحه بكلام يعنيه، ويوصفه حقيقة كما هو، ويستحقه عن جدارة.

هكذا هو عزيز في كل حين، وما يزال يحمل في أعماق ذاته كرامه كبرياء الشجعان.

عزيز، كصديق وإنسان، وقائد سياسي ، من طراز مغاير.. مؤتلف مع القيم الكبرى، نوعية نادرة من الأصدقاء فصيلة دمهم تهب نفسها للجميع بدون استثناء وبلا حدود..
هو/ هم متعة للروح، وتاج على رأس الصداقة.

عزيز – وأمثاله – واحد من ذلكم النوع الفريد من الأصدقاء.. هو كتاب تحتاج للعودة إليه مراراً للإستئناس به، ولاستشارته حول معنى الصداقة باعتبارها قابلة للمحبة والتغيير.. صداقة وجدت لتعيش، لأنها حاملة لشروط استمراريتها في داخلها، لم ولن تؤثر عليها عاديات الزمن، لأن لا مصلحة شخصية ولا مادية من ورائها، سوى تعميم محبة الأنسان.

عزيز من الأصدقاء الذين توصف صداقتهم أنها عابرة للزمن وهم من يطلق عليهم “الملهمون”، لأنهم لم يتصالحوا مع ثقافة النرجسية الفاسدة، والنجومية الإعلامية الزائلة.

هناك أسماء أصدقاء/ رفاق عشت معهم أو اقتربت منهم لفترة قصيرة من الزمن، وجمعتك بهم علاقة سياسية وفكرية وحزبية مشتركة لفترة تطول أو تقصر، وتبقى صورهم محفورة في ذاكرة العقل والقلب.. تجدهم يعودون إليك دون استئذان وتلتقي بهم في كل حين عبر شريط ذكرى وذاكرة لا تبلى ولا تمحوها مسافات الزمن، بل هي تتعتق أكثر في قاع الذاكرة مقتحمة أوقات حياتك الخاصة والعامة، بتفاصيل حياتية يومية تركت أثرها فيك رغماً عنك، وتذكرك ببعض ما يحدث اليوم.

لا علاقة لسيل هذه الذكريات بمكانة هذه الأسماء وأدوارها صغرت أو كبرت في حياة المجتمع والبلاد، لأن ما يبقى من كل ذلك في الذهن والنفس، وفي أعماق ذاكرة الوجدان، إنما هي بعض التفاصيل ، بل وتفاصيل التفاصيل الحياتية الإنسانية اليومية والعادية، التي لا تكاد ترى. وما أكثر وأجمل مثل هذه الذكريات الصغيرة والنبيلة مع عزيز الإنسان.

هناك أسماء كثيرة وكبيرة مرت في حياتك وتعرفت عليها: من قيادات الأحزاب، ومن رجال الدولة، ومن رجال الأعمال، وبعضهم تتردد أصداء اسمائهم النجومية على شاشات الإعلام في مناسبات كثيرة، أسماء تبوأت – بعضهم – مواقع مسؤولية حكومية، وزراء رؤساء وزراء، قيادات عسكرية، وفي مواقع عليا في الدولة.. على أنه، ورغم ارتباطك ببعضهم بعلاقات معينة مختلفة سياسية واجتماعية وشخصية، لا تجد نفسك وأنت تذهب باتجاه الأمام نحو الزمن الآتي، تتذكر العديد منهم إلا بصعوبة وكأنه النسيان الإنساني، يأبى إلا أن يحذفها من خارطة شري%D