صحيفة الثوري – البيضاء
في تطور لافت يعكس تصاعد حالة الاحتقان القبلي في مناطق سيطرة الحوثيين، أفادت مصادر محلية مطلعة بمصرع قيادي بارز في صفوف جماعة الحوثي المدعومة من إيران والمصنفة إرهابية، يُكنى “أبو زيد المجنحي”، بالإضافة إلى عدد من مرافقيه، وذلك إثر كمين مسلح مُحكم نُصب لهم في منطقة تقع بين محافظتي البيضاء وذمار وسط البلاد.
وأشارت المصادر إلى أن الكمين نُفذ من قبل مسلحين ينتمون إلى قبائل محافظة البيضاء، وذلك كرد فعل مباشر على ما وصفوه بـ “سلسلة الجرائم والانتهاكات” التي ارتكبتها عناصر جماعة الحوثي بحق أبناء القبائل في المنطقة خلال الأشهر القليلة الماضية.
وتضمنت تلك “الجرائم” بحسب المصادر، عمليات اعتقال تعسفي، ومداهمات لمنازل المدنيين، ومصادرة ممتلكات، بالإضافة إلى وقائع أخرى لم يتم الكشف عن تفاصيلها.
ويُعد القيادي الحوثي “أبو زيد المجنحي” من الشخصيات البارزة في صفوف الجماعة في المنطقة الوسطى، وله دور محوري في العمليات العسكرية والإدارية التي تنفذها الجماعة في محافظتي البيضاء وذمار والمناطق المحيطة بهما.
ويأتي مصرعه في هذا الكمين ليُشكل ضربة موجعة للجماعة، ويُحتمل أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد في التوترات بين الحوثيين والقبائل المحلية.
وقد لوحظ في الآونة الأخيرة تزايد حدة المواجهات والكمائن التي تستهدف عناصر وقيادات حوثية في مناطق مختلفة من اليمن، خاصة في المناطق التي تشهد نفوذًا قبليًا قويًا. ويعكس هذا التصاعد حالة من الغضب والاستياء المتزايدين بين القبائل اليمنية تجاه ممارسات جماعة الحوثي، والتي يعتبرونها تهديدًا لعاداتهم وتقاليدهم وأمنهم.
يُذكر أن محافظة البيضاء كانت مسرحًا للعديد من المواجهات والاشتباكات بين القبائل المحلية وجماعة الحوثي منذ سيطرة الأخيرة على مناطق واسعة في البلاد. وتعتبر هذه المحافظة ذات طبيعة قبلية محافظة، ولها تاريخ طويل من الاستقلالية والتمسك بالعادات والأعراف القبلية، مما يجعلها منطقة حساسة وصعبة الإخضاع الكامل لسلطة أي طرف.
ويتوقع مراقبون أن يؤدي هذا الكمين النوعي إلى رد فعل قوي من قبل جماعة الحوثي، واحتمال شن حملة عسكرية واسعة النطاق على المناطق التي يُعتقد أنها تأوي المسلحين القبليين الذين نفذوا العملية.