(غزة) – “صحيفة الثوري”:
تفاقمت الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بشكل خطير بسبب التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر، حيث كثفت القوات الإسرائيلية قصفها وأوامر الإخلاء القسري التي طالت مناطق واسعة، من بينها مدينة رفح بالكامل.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 42 قتيلاً و183 مصابًا وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع إجمالي عدد القتلى منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 إلى 50,399، إضافة إلى 114,583 إصابة. ومنذ استئناف العمليات العسكرية في 18 مارس الماضي، قُتل 1,042 شخصًا وأصيب 2,542 آخرون. ولا تزال فرق الإسعاف غير قادرة على الوصول إلى العديد من الضحايا العالقين تحت الأنقاض وفي الشوارع.
إخلاء رفح ومخاوف من كارثة إنسانية
في ظل استمرار الهجمات، تواصلت عمليات النزوح الجماعي من رفح، حيث أفادت مصادر محلية بأن السكان اضطروا إلى مغادرة المناطق الشمالية والوسطى مع تقدم الآليات العسكرية الإسرائيلية. وأكد شهود عيان سماع دوي انفجارات ضخمة ناجمة عن عمليات قصف ونسف مبانٍ، وسط حالة من الذعر بين الأهالي.
من جهتها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتوسيع سيطرته في غزة وضم مناطق جديدة إلى ما يُعرف بـ”الحزام الأمني”.
أحد النازحين قال إنه اضطر إلى مغادرة منزله وعائلته في رفح إلى خان يونس الغربية، قاطعًا مسافة 15 كيلومترًا على عربة يجرها حمار، في رحلة شاقة وسط مخاوف من أن يطول النزوح كما حدث في السابق.
“الأونروا”: أوامر الإخلاء تزيد المعاناة
انتقد المفوض العام لوكالة “الأونروا”، فيليب لازاريني، عمليات النزوح القسري الجديدة، قائلاً إن الفلسطينيين في غزة يعاملون “مثل كرات البينبول” بسبب الأوامر العسكرية المتكررة. وأضاف في منشور على منصة “إكس” أن أكثر من 140 ألف شخص تأثروا بهذه الأوامر، متسائلًا: “أين من المفترض أن يذهب هؤلاء الناس؟”، مؤكدًا أن قطاع غزة بات “مغلقًا مثل قفص، حيث الحدود مغلقة والأساسيات غير متوفرة”.
ودعا لازاريني إلى وقف إطلاق النار فورًا لإنهاء ما وصفه بـ”الجحيم على الأرض”.
استمرار القصف والخسائر البشرية
على الأرض، تواصلت الهجمات الجوية والمدفعية الإسرائيلية، حيث استُهدفت مناطق في رفح وخان يونس وشرق غزة، ما أسفر عن سقوط قتلى ومصابين. وتركزت الغارات على أحياء سكنية، ما أدى إلى تدمير واسع للمنازل والبنى التحتية.
كما أعلنت منظمة “اليونيسف” أن 322 طفلًا قتلوا وأصيب 609 آخرون منذ انهيار وقف إطلاق النار الأخير، بمعدل يقارب 100 طفل يوميًا خلال الأيام العشرة الماضية، محذرة من أن الوضع الإنساني للأطفال النازحين بات كارثيًا.
في المقابل، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن استهداف مستوطنة سديروت ومستوطنات أخرى في محيط غزة برشقات صاروخية. كما أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، عن تفجير دبابة إسرائيلية شرقي خان يونس بقنبلة موجهة مسبقًا، واستهداف الموقع بعدد من قذائف الهاون.