آخر الأخبار

spot_img

هل هذه نهاية الحوثيين؟

صحيفة الثوري- فورين بوليسي- ترجمة خاصة بالثوري: 

 

هجوم أمريكي مستمر قد يشكل تحديات خطيرة للجماعة اليمنية.

بينما تعرضت القوة القتالية والترسانة العسكرية للوكلاء المدعومين من إيران في ما يسمى بـ”محور المقاومة”، مثل حماس وحزب الله، لضربات كبيرة منذ هجوم 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، نجت حركة الحوثيين إلى حد كبير دون أضرار تذكر. منذ إعلان وقف إطلاق النار واتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس في يناير، ظل الحوثيون في حالة تأهب، حيث يعملون كمنفذين فعليين للاتفاقية، محتفظين بقدرتهم على استئناف العنف في الوقت الذي يختارونه. وفي 11 مارس، أعلن الحوثيون استئناف هجماتهم في البحر الأحمر ردًا على منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. يبدو أن الولايات المتحدة تستهدف هذا التوازن في القوة غير المتكافئة من خلال سلسلة من الضربات الجوية المكثفة التي قد تستمر لأسابيع قادمة.

ما الذي يمكن أن تحققه الضربات الأمريكية؟

في أوائل مارس، أعادت وزارة الخارجية الأمريكية تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وفرضت عقوبات على شخصيات مالية رئيسية، من بينهم محمد عبدالسلام، المتحدث الرسمي باسم الحوثيين وكبير مفاوضيهم. ووفقًا لمصادر يمنية، يسيطر عبدالسلام على مجموعة نفطية وكان يحتكر استيراد النفط إلى شمال اليمن. وكان قد شارك في محادثات طويلة الأمد بدأت في نهاية أبريل 2022 مع السعوديين في عمان.

من خلال تنفيذ هذه الضربات، تدعم الولايات المتحدة مصالح الحلفاء الإقليميين المتضررين من السياسات العسكرية الحوثية. أكثر المتضررين من الاضطرابات في البحر الأحمر هو مصر، التي فقدت ما يصل إلى 7 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس بسبب تجنب السفن للهجمات الحوثية في عام 2024. كما أن للإمارات العربية المتحدة مصالح عسكرية وتجارية واقتصادية في البحر الأحمر، بينما لا تزال السعودية عالقة في عملية دبلوماسية طويلة الأمد بدون حلول واضحة.

أثناء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، التزم الحوثيون بعدم مهاجمة السفن التجارية الإسرائيلية أو غيرها في البحر الأحمر. لكن انهيار اتفاق الهدنة دفعهم إلى استهداف إسرائيل مباشرة، رغم أن معظم هجماتهم السابقة بالصواريخ والطائرات المسيرة تم اعتراضها. تحاول الضربات الأمريكية إضعاف القيادة العليا للحوثيين وتقويض بنيتهم العسكرية لمنعهم من اتخاذ إجراءات انتقامية.

هل الحوثيون نسخة جديدة من حزب الله؟

الواقع أن الحوثيين ليسوا مجرد ميليشيا مسلحة، بل يديرون اقتصاد حرب يمكّنهم من تحقيق أرباح ضخمة عبر تهريب السلع مثل الوقود والسجائر، إضافةً إلى فرض الضرائب والرسوم ككيان يشبه الدولة في صنعاء وشمال اليمن. يمكن للحملة العسكرية الأمريكية المستمرة أن تحد من سيطرة الحوثيين على الموانئ وشبكات التهريب التي تسمح لهم بتأمين الإمدادات والموارد الضرورية لاستمرارهم.

على مدى السنوات الأخيرة، حصل الحوثيون على دعم تقني واستخباراتي من مسؤولين رفيعي المستوى في حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وبعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا في ديسمبر، لاحظت أبحاثنا زيادة في نقل قادة ومقاتلين من حزب الله وميليشيات شيعية عراقية إلى مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن.

وفقًا لتقييمنا، فإن النشاط العابر للحدود بين لبنان وسوريا والعراق باتجاه اليمن يعكس إعادة تعبئة وإعادة تموضع للجماعات المتحالفة مع إيران، بعد تراجع نفوذ حزب الله وحماس. يوجد للحوثيين وجود في العراق، حيث لديهم مكتب في بغداد وفروع أصغر في كركوك وجنوب العراق. وبحسب مصادر سرية في العراق، يستخدم الحوثيون معسكرًا تدريبياً في مدينة الخالص بمحافظة ديالى، في منطقة يسيطر عليها كتائب حزب الله.

تشير مقابلاتنا إلى أن بعض عناصر الحشد الشعبي العراقي تم نشرهم خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة الماضية في اليمن لتدريب المقاتلين الحوثيين على التقنيات القتالية الحديثة، واستخدام الطائرات المسيرة المسلحة، وعمليات التفجير باستخدام العبوات الناسفة. هذا التعاون العسكري بين المحور الإيراني عزز قدرات الحوثيين ومكنهم من الاستمرار في تشكيل تهديد حقيقي للملاحة البحرية الدولية.

هل هذا يعني نهاية الحوثيين؟

على الرغم من أن الحملة الأمريكية قد تضعف القوة العسكرية والمالية للحوثيين، فإنهم أظهروا مرونة كبيرة في مواجهة الضغوط العسكرية والاقتصادية على مدار العقد الماضي. يعتمد نجاح هذه الاستراتيجية على مدى قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على توجيه ضربات مستمرة للحوثيين، ومنعهم من إعادة تنظيم صفوفهم أو تعويض خسائرهم.

في النهاية، قد لا يكون السؤال هو ما إذا كانت الحرب الأمريكية على الحوثيين ستنهيهم تمامًا، بل إلى أي مدى يمكنها تقويض نفوذهم وإضعاف سيطرتهم على اليمن والمنطقة.

*بقلم بوركو أوزجيليك، زميلة أبحاث أولى في مجال أمن الشرق الأوسط في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وبراء شيبان، زميل مشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة.