صحيفة الثوري- كتابات:
ماجد المذحجي
ما زالت حدود المسافة التي ستذهب إليها أمريكا في مواجهة الحوثيين غامضة بقدر ما هي واعدة بالنسبة لخصوم الجماعة، الذين شعروا البارحة بأن الفرامل السعودية، التي عطلت المواجهة مع الحوثيين طويلاً، تم تعويضها أخيرًا بالاندفاعة الجديدة من واشنطن ترامب.
لكن تبقى استمرارية هذه الاندفاعة محكومة بعوامل محركة أساسية: أولها حرص ترامب على مفارقة عهد بايدن واستجابة الديمقراطيين الضعيفة تجاه تهديدات إيران وحلفائها، وثانيًا تقويض قدرة الحوثيين على خلق تهديد مرة أخرى في البحر الأحمر، فجوهر فكرة القوة الأمريكية والنموذج الاقتصادي الخاص هو ضمانها سيولة التجارة والشحن في البحار والمحيطات، ومنذ الحرب العالمية الثانية كانت الولايات المتحدة الضامن لذلك.
وثالثًا، إرسال رسائل واضحة بأن النسخة الحالية من عهد ترامب تلتزم فيها الولايات المتحدة بضمان مصالحها ومصالح شركائها وحلفائها الإقليميين تجاه أي تهديدات، خصوصًا أن واقعة استهداف مصفاة بقيق في السعودية، التي أدار فيها ترامب ظهره حينها للمملكة، ألحقت ضررًا بالغًا بصورة الولايات المتحدة كحليف موثوق، وهو ما لعب دورًا كبيرًا في تضرر التزام السعودية بحرب اليمن.
ورابعًا، إضعاف وتقويض آخر منصة متقدمة للدفاع عن طهران، وهو أمر مكلف لإيران بعد ما حدث في لبنان وسوريا. علاوة على ذلك، فإن هذا الخليط من الضربات العسكرية والاغتيالات والضغط الاقتصادي سيعطل قدرة الحوثيين على مراكمة القوة وتعويض الخسائر، وسيجعل قاعدة سيطرتهم شديدة الصرامة أكثر هشاشة وتقلبًا.
وأخيرًا، إدارة جموح إسرائيل عبر التعامل مع التهديدات التي تواجهها من قبل أمريكا، والتحكم بالعائد السياسي لذلك لامتصاص ضغوط إسرائيل وحلفائها الداخليين في واشنطن، الذين يريدون ويضغطون بقوة لاستهداف البرنامج النووي الإيراني.