عدن – صحيفة الثوري:
وجهت الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني تهنئة حارة إلى الطبقة العاملة في اليمن والعالم بمناسبة عيد العمال العالمي، الأول من مايو، مؤكدة أن هذا اليوم يمثل محطة نضالية أممية ضد الاستغلال والتمييز والاضطهاد، ورافعة تاريخية لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة.
وفي بيان صادر عنها، عبّرت الأمانة العامة عن بالغ أسفها للأوضاع المعيشية المأساوية التي يعيشها العمال في شمال اليمن وجنوبه، بفعل الحرب والانقلاب وتداعياتهما الكارثية، مشيرة إلى أن الفقر والبطالة والتدهور الاقتصادي سحق أحلام الملايين من الكادحين، وألحق أضراراً جسيمة بمكتسبات عقود من النضال العمالي.
ووصفت الأمانة العامة الفساد المستشري بأنه “عاري ومتطاول”، وأكدت أنه بات ينهش الدولة ويُطيل من أمد المعاناة، مطالبة بوقفة جادة لتفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة، وقطع يد العابثين بالمال العام ومساءلتهم قانونياً.
كما دعت الأمانة العامة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى إنصاف منتسبي الحزب الاشتراكي والمُقعَدين قسرًا من مدنيين وعسكريين وأمنيين، الذين طالهم ظلمُ قرارات 1994، مؤكدة أن حرمانهم من وظائفهم ومرتباتهم يمثل خرقًا صريحًا للقانون والدستور، وأنه قد آن الأوان لإنهاء هذه المظالم المستديمة.
وأعربت الأمانة العامة عن تضامنها الكامل مع عمال فلسطين الذين يواجهون حرب إبادة ممنهجة على يد الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة أن صمودهم ونضالهم جزء من معركة الكرامة الإنسانية ضد الظلم والاستعمار.
وأكدت الأمانة العامة في ختام بيانها أن الأول من مايو سيظل منارًا مضيئًا في طريق النضال نحو بناء مستقبل أفضل، يحقق للشعب اليمني والعالم قيم الحرية والعدالة والمساواة.
نص البيان
تحية الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني بعيد الاول من مايو
يسر الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني ان تتقدم إلى عمال اليمن والعالم بالتهاني الحارة وجميل الأمنيات بيومهم العالمي الاول من مايو ،العيد الاممي للتضامن والنضال من أجل عالم خالٍ من الاستغلال والاستلاب والتمييز والقمع والاضطهاد والطغيان والذي غدا عيدا رسميا في معظم بلدان العالم، على تنوع واختلاف أنظمتها السياسية والاجتماعية، وهو ما لم يكن ممكناً لولا النضال المتفاني والتضحيات الجسيمة للطبقة العاملة وحلفائها ونقاباتها ومطالبها العادلة ولإشهار العزم على مواصلة الكفاح والعطاء،من أجل الحقوق المشتركة، في العمل والأجور والضمانات الاجتماعية والعيش الكريم،
والدفاع عن مكتسباتهم الاجتماعية، وصولاً إلى التحرر والانعتاق النهائي من الاضطهاد؛ والقضاء على استغلال الانسان للإنسان؛ وإقامة المجتمع العادل المتحرر من الانقسامات الطبقية والعرقية،العنصرية والطائفية والمناطقية وفي سبيل بناء عالم يخلو من الاستغلال بجميع اشكاله، وينعم بالأمن والاستقرار.
ان الامانة العامة لتشعر بالاسى العميق للظروف المأساوية التي يمر بها العمال شمالا وجنوبا وما يكابدونه من اوضاع معيشية فادحة الضرر جراء الانقلاب والحرب وتبعاتهما وما أسدلته من سديم مظلم وما خلّفته من كوارث إنسانية واجتماعية واقتصادية كبيرة أدت الى تدمير البنى التحتية، وقوضت الكثير مما حققه العمال بعرقهم وكدهم، وأطاحت بالكثير مما أنجزته اليد العاملة خلال عقود من مكتسبات ناضلت من أجلها طويلا،ونالت طبقة العمال في المدن والفلاحين في الارياف والفقراء في سائر عموم البلاد والمعلمين النصيب الأكبر من ضنك العيش ومرارة الألم وتقطعت بها السبل وأضحت بين ظهراني حجر الرحى التي طحنت أحلامها المترعة بخصيب غد افضل وبلغت من الحال حدا لا تستطيع به توفير لقمة العيش ناهيك عن التهام البطالة ما تبقى من امل بكفاف يومها،،ومن قعر هذا الانهيار يأتي عيد العمال ليكن محطة من محطات المواجهة ضد الفساد والمحسوبية والاستغلال، الفساد العاري المتطاول الذي انتشر بسبب تغيب القانون وتساهل البعض في تمرير الصفقات الوهمية والمزورة وذلك لتضليل الرأي العام وإختلاس الأموال العامة بطرق مشبوهة وغير شرعية وتكوين ثرواث وعقارات وأموال من خزينة الدولة بطرق ملتوية وغير قانونية ولا بد من وقفة صادقة لمحاربة هذا الفساد المتغول من خلال تفعيل جهاز المراقبة والمحاسبة وتمكين القانون من ضبط الفاسدين وقطع يد المتطاولون والعابثون بالأموال العامة، فالفساد آفة منتشرة تعيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي، وتقوض الثقة في المؤسسات، وتديم الظلم وتطيل الأمد في تدهور الإقتصاد وتطاول الفاسدين وتمكين نفوذهم.
وفي هذه المناسبة علينا ان نستذكر التاريخ المجيد لطبقتنا العاملة، بمآثرها وبطولاتها وتضحياتها في محطات كثيرة خيضت من اجل الوطن وكرامته وليكن الاول من مايو حافزاً إضافيا الى المزيد من العمل والنضال لإحداث التغيير المنشود، والسير على طريق الاصلاح الحقيقي، وحشد طاقات وامكانيات القوى الداعمة والمناصرة لتغيير موازين القوى والسير ببلادنا نحو شواطئ الامان والاستقرار، وانهاء الانقلاب والحرب ودحر الاٍرهاب ومنظماته، وإلحاق الهزيمة بالفاسدين، وتجار الحروب وإحلال السلام المستدام وإقامة دولة المواطنة والقانون والمؤسسات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
ان الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني ومن منطلق اخلاقي تدعو مجلس القيادة الرئاسي والحكومة حل مظلوميات منتسبي الحزب الاشتراكي وكل المقاعدين قسرا المناضلين في كل مراحل الثورة وتاريخ الحركة الوطنية من الظلم الجائر الذي طالهم جراء سياسات تحالف 94 الظالمة والذي تم القذف بهم الى سوق البطالة وتسريحهم ومقاعدتهم قسرا ووضعهم خارج نطاق العمل وبعيدا عن الدستور والقوانين وازاحتهم وطردهم من أعمالهم ووظائفهم ومناصبهم مدنيين وعسكريين وامنيين وحرمانهم من مرتباتهم،وهو ما يستدعي اليوم التعجيل باتخاذ المعالجات القانونية المنصفة بعيدا عن الاقصاء والتهميش وتسييس مالا يسيس،إنها لقمة العيش أيها الحكام وهؤلاء كذلك ارباب أسر وقد آن الاوان لحل مظلوميتهم المستديمة.
واذ تهنئ الامانة العامة الطبقة العاملة في بلادنا ومعها عمال العالم بأيقونة أعيادهم ورمزية نضالاتهم الطويلة تهنئ من القلب عمال فلسطين الذين يعيشون اوضاعا بائسة جراء حرب الابادة الصهيونية وكيانها الذي اجهز على حقهم في الحياة وحقهم في العمل وحقهم في السكن وحقهم في التنقل،الكيان الذي يرتكب أبشع الجرائم والمجازر والتطهير العرقي والتدمير الشامل الذي تتعرض له المدارس والمستشفيات في الأراضي الفلسطينية المحتلة .
ليبقى الأول من مايو مناراً هادياً لكل السائرين على طريق بناء مستقبل أفضل لشعبنا وللبشرية جمعاء
صادر عن
الامانة العامة
للحزب الاشتراكي اليمني