آخر الأخبار

spot_img

ترامب والحوثيون.. بين العصا والجزرة في مقاربة الصفقات

صحيفة الثوري- كتابات: 

مصطفى ناجي

سيختار ترامب الحوثيين في اليمن ليكونوا عبرة في قدرته على البطش، مقابل أن يمضي في مقاربته الصفقاتية في مناطق أخرى.

لا يمكن للصفقات (الجزرة) أن تمضي دون العصا، وترامب بحاجة إلى استخدام عصاه في منطقة لن تقود أمريكا إلى مواجهة مكلفة. اختياره الحوثيين اختيار مدروس، قياسًا بالرد الممكن من طرف الحوثيين، وبعد انتفاء توحيد الميادين والجبهات المزعوم من المحور.

ستترك إيران الحوثي لمواجهة مصيره على أمل أن تنجو إيران بجلدها، وسيكون نصيب اليمن في مناطق الحوثي من الدمار وافرًا إذا قامر الحوثي. وهو سيعاند.

سيخرج الحوثي غضبه باستهداف مناطق ومصالح الشرعية لتخفيف الضغط عليه واستيعاب الغضب في مناطقه.

لن يجدي التباكي على صنعاء في شيء في هذه اللحظة، حتى خارطة الطريق لم تعد قابلة للتنفيذ بصيغها السابقة. والحقيقة أن أفق الحل السياسي لم يكن مسدودًا كما هو عليه اليوم.

إذا لم يرد الحوثي، فهذا نذير هزيمة وتراجع عن الشعار، وإذا رد، فإن أبواب الجحيم مفتوحة.

يبقى الحل بيد الشرعية، التي يمكنها أن تبادر بطرح حل مختلف والإمساك بزمام الأمور بعد إقناع التحالف بأن حالة الموات وتجميد الملف اليمني ستقود إلى شر أكثر مما هو متوقع.

لكن الشرعية بصيغتها السياسية الحالية لن تذهب بعيدًا. لا أشك في قدرتها على تنفيذ عمل عسكري، إلا أني أتحفظ كثيرًا على قدرتها على لملمة النتائج السياسية.

العطل الحاصل للحكومة من جانب، والفرقة بينها وبين مجلس القيادة من جانب آخر، عبء إضافي على حالة التشظي في مجلس القيادة. بمعنى آخر، الجهاز السياسي للشرعية في حالة عطل تام، والجانب العسكري يعمل بحكم أن الحوثي أدَام التهديد، بالتالي جعل اليقظة العسكرية والأمنية مسألة وجودية ومفصولة عن الأداء السياسي.

يبدو المناخ مواتيًا لمغامرة المجلس الانتقالي في الافتكاك أكثر من الشرعية، وتقديم نفسه حليفًا موثوقًا لأمريكا إذا أقدمت على معركة واسعة ضد الحوثي. لكن النماذج المشابهة في بلدان عديدة (ليبيا، السودان، سوريا) أثبتت أن هذه القوة الانفصالية أو ذات المشاريع ما دون الوطنية يجري استغلالها فوق طاقتها دون وعود سياسية ناجزة.

يمكن التقريب بين البعدين العسكري والسياسي بالعودة إلى وثيقة نقل السلطة، وتحمل رئيس مجلس القيادة مسؤولياته وصلاحياته المنصوص عليها.