(عدن) – “صحيفة الثوري” :
كشف تحقيق استقصائي أجرته شبكة “ذي نيو هيومانتريان” أن منظمة “إنقاذ الأطفال” الدولية تتحمل مسؤولية ضمنية عن وفاة أحد موظفيها في سجون مليشيا الحوثي، بسبب فشلها في إدارة المخاطر واتباع إجراءات الحماية لموظفيها في اليمن.
وأوضح التحقيق أن السماح بتدخلات الحوثيين في العمل الإنساني أدى إلى تآكل المبادئ الدولية، ما جعل المنظمات تفقد النفوذ اللازم لحماية موظفيها من الاعتقالات والانتهاكات.
ووفقًا للتحقيق، فإن هشام الحكيمي، مدير الأمان والسلامة في المنظمة باليمن، أبلغ زملاءه في أغسطس 2023 بأنه مهدد بالاعتقال، قبل أن تقوم مليشيا الحوثي باعتقاله في سبتمبر بصنعاء، واحتجازه في مكان مجهول. وفي أكتوبر، أعلنت المنظمة وفاته، واصفةً الحادثة بأنها “غير مفسّرة”، دون تقديم أي تفاصيل رسمية عن أسباب الاحتجاز أو الوفاة.
وأشارت “ذي نيو هيومانتريان” إلى أن 16 شهرًا مرت دون كشف المنظمة أو الحوثيين عن أي تفسيرات رسمية، وسط استمرار الاعتقالات التي تستهدف العاملين في المجال الإنساني، وتصاعد القمع ضد المجتمع المدني.
وكشف التحقيق أن منظمة “إنقاذ الأطفال” كانت تواجه مشكلات داخلية خطيرة قبل وأثناء وبعد اعتقال الحكيمي، إذ لم يتم اتباع عمليات إدارة الحوادث والمخاطر بشكل صحيح، وفقًا لوثائق داخلية حصلت عليها الشبكة.
ونقل التحقيق عن الباحثة في “هيومن رايتس ووتش”، نيكو جعفرنيا، انتقادها لضعف موقف المجتمع الدولي والمنظمات الدولية تجاه هذه الانتهاكات، مؤكدةً أن العديد من المنظمات تواصل عملها في مناطق الحوثيين دون توفير الحماية الكافية لموظفيها.
كما انتقد أقارب معتقلين آخرين رد الفعل البارد من المنظمات الدولية والأمم المتحدة تجاه هذه الاعتقالات، داعين إلى تحرك أقوى لحماية العاملين في المجال الإنساني ووقف الانتهاكات المتزايدة بحقهم.