آخر الأخبار

spot_img

إسرائيل تروج لخطة ترحيل 1.8 مليون فلسطيني من غزة رغم الرفض العربي والدولي

غزة – صحيفة الثوري :

رغم التراجع الأميركي العلني عن خطة تهجير سكان قطاع غزة إلى دول الجوار، يبدو أن إسرائيل تواصل محاولاتها لفرضها على أرض الواقع، في ظل رفض عربي ودولي واسع.

وكشف وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، خلال جلسة أمام الكنيست، عن تشكيل مجموعات ضغط برلمانية في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، بهدف الدفع نحو تنفيذ الخطة التي طرحها سابقًا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والتي تقوم على ترحيل سكان غزة بالكامل والاستيلاء على أراضيهم، مع التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.

خطة الترحيل: أرقام صادمة

بحسب سموتريتش، فإن الخطة تقوم على ترحيل 5000 شخص يوميًا، على مدار 7 أيام في الأسبوع، لمدة عام كامل، أو 10,000 شخص يوميًا لمدة ستة أشهر. ووفقًا لهذه الأرقام، فإن إجمالي عدد المرحلين سيصل إلى 1.8 مليون فلسطيني، أي ما يقارب ثلثي سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة.

وتعد هذه التصريحات من أبرز الاعترافات الرسمية الإسرائيلية بالسعي الفعلي لتنفيذ مخطط التهجير، الذي أثار جدلاً واسعًا منذ طرحه لأول مرة من قبل إدارة ترامب قبل أكثر من شهر.

عقبات أمام التنفيذ ورفض عربي قاطع

رغم مساعي إسرائيل لتسويق الخطة، تواجه هذه التحركات رفضًا عربيًا حاسمًا، إذ أعلنت الدول العربية رفضها لأي شكل من أشكال التهجير القسري للفلسطينيين، وتمسكت بخيار بقاء سكان القطاع في أراضيهم.

وفي القمة العربية الطارئة التي عُقدت في القاهرة الأسبوع الماضي، قدّمت الدول العربية، بقيادة مصر، خطة بديلة تركز على إعادة إعمار غزة وتحسين الأوضاع الإنسانية فيها، دون المساس بتركيبتها السكانية.

53 مليار دولار لإعادة الإعمار

وتضمنت الخطة العربية تخصيص 53 مليار دولار لإعادة إعمار غزة على مدى خمس سنوات، من خلال مرحلتين: الأولى تركز على الإغاثة الطارئة، والثانية على إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية طويلة المدى، تحت إشراف دولي.

وأكدت الدول العربية أن الحل الأمثل لأزمة غزة يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ورفع الحصار المستمر منذ أكثر من 17 عامًا، بدلًا من تهجير سكانها قسرًا إلى دول أخرى.

تحولات في المشهد الإقليمي والدولي

تصريحا سموتريتش كشفت عن إدراك إسرائيل لحجم العقبات التي تعترض تنفيذ الخطة، حيث أقر بأن العملية قد تستغرق “وقتًا طويلًا جدًا” نظرًا للتحديات السياسية واللوجستية التي تواجهها.

وفي المقابل، تصاعدت المواقف الدولية الرافضة لأي خطوات تهدف إلى إحداث تغيير ديموغرافي قسري في غزة، مع تحذيرات من تداعيات كارثية لأي محاولة لترحيل السكان بالقوة.

يُذكر أن خطة ترامب السابقة بشأن غزة، التي أثارت غضبًا عالميًا، تضمنت تحويل القطاع إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، عبر إقامة مشروعات استثمارية كبرى، لكن مع تفريغه من سكانه الفلسطينيين، وهو ما واجه رفضًا فلسطينيًا وعربيًا واسعًا منذ اللحظة الأولى.

وفي ظل هذا المشهد المتوتر، يظل مصير غزة مرتبطًا بموازين القوى الإقليمية والدولية، وسط استمرار الجهود العربية لمنع فرض أي حلول غير عادلة على الشعب الفلسطيني.