آخر الأخبار

spot_img

شريك جديد: حركة الشباب والحوثيون

“صحيفة الثوري” – ترجمات:

محمد الكرامي - DE Times ترجمة صحيفة الثوري 

تركز أغلب المنصات الإعلامية ومراكز الأبحاث الأكاديمية على حرب اليمن من منظور مشترك: إيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. ولكن ما يتم تجاهله في كثير من الأحيان هو حوض البحر الأحمر الأوسع. والواقع أن اليمن يحد إريتريا وجيبوتي والصومال عن طريق البحر. ولا تزال تجارة الأسلحة في السنوات الأخيرة، بين الحوثيين وحركة الشباب، تشتعل.

وفي يونيو/حزيران 2024، زعمت الاستخبارات الأميركية أن الحوثيين يناقشون صفقة تتضمن نقل أسلحة إلى حركة الشباب في الصومال. وشملت الأسلحة أنظمة متطورة مثل الطائرات بدون طيار والصواريخ أرض-جو، بالإضافة إلى نقل مقاتلين من الصومال إلى اليمن.

ونقلت شبكة “سي إن إن” عن ثلاثة مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن تدرس وجود صلات بين مقاتلي حركة الشباب والحوثيين المتمركزين في اليمن. ويأتي هذا التطور الجديد في الوقت الذي حقق فيه فرع تنظيم القاعدة في شرق أفريقيا مكاسب عسكرية ضد الجيش الصومالي على مدى العامين الماضيين.

وتثير المعلومات الاستخباراتية احتمالا مقلقا بأن يؤدي تقارب المصالح بين المجموعتين إلى تفاقم الأمور في الصومال والبحر الأحمر وخليج عدن، حيث يشن الحوثيون هجمات على السفن البحرية التجارية والعسكرية منذ بدء الحرب في غزة.

العلاقة بين المنظمتين

أقر مجلس الأمن بصحة التقارير التي تشير إلى وجود تنسيق بين جماعة الحوثي وحركة الشباب الإرهابية في الصومال.

كشف تقرير مجلس الأمن بشأن اليمن ، الصادر في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2024، عن تنامي العلاقة بين جماعة الحوثي وحركة الشباب، خاصة منذ بداية عام 2024.

وتوافق التقرير مع ما أعلنته الاستخبارات الأميركية في يونيو/حزيران 2024، من أن جماعة الحوثي عززت نفوذها في الصومال في الأشهر الأخيرة، من خلال استغلال تحالفها مع جهات محلية، بما في ذلك حركة الشباب وشبكات القراصنة الصوماليين، وخاصة في منطقتي بونتلاند وباري.

علاقة متطورة: الحوثيون وحركة الشباب وتنظيم القاعدة

ونظراً للاختلافات الطائفية بين أي من الجهات الفاعلة غير الحكومية، فإن معظم الناس قد يفكرون في الاختلافات بين أي من الطرفين.

حركة الشباب الصومالية هي الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة، وتصنف كحركة جهادية سلفية، وتعارض الزيدية بشدة، وبالتالي فإن هذا التعاون يقوض أيديولوجياتهما الدينية.

ومع ذلك، فإن كلا الطرفين على استعداد لتجاهل خلافاتهما، حيث يتفق الجانبان على أن الولايات المتحدة هي أعظم عدو لهما في منطقة القرن الأفريقي.

بالنسبة للحوثيين، فإن المذهب الشيعي الزيدي هو مدرسة فكرية يعتنقها أصحابها. وهو مستمد من فرع من الإسلام الشيعي، الذي يقوم مبدأه الأساسي على أن الزعيم الروحي للمسلمين لابد أن يكون هاشمياً أو من نسل النبي محمد، وهذه الأيديولوجية هي التي تحرك تفكير الحوثيين.

لكن جماعة الحوثي أكثر تقبلاً لتنظيم القاعدة من حركة الشباب، فقد عزز الحوثيون علاقتهم بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وهو ما مهد الطريق لهذه العلاقة الجديدة مع ميليشيا الشباب.

وذكرت صحيفة التلغراف البريطانية في مايو/أيار 2024 أن العلاقات بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وصلت إلى التعاون العسكري والاستخباراتي في عام 2022، وأكدت أن الحوثيين زودوا تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بطائرات بدون طيار هجومية في عام 2023.

لحظة فاصلة: عملية طوفان الأقصى وأزمة البحر الأحمر

وبعد اندلاع الحرب بعد حرب السابع من أكتوبر ، احتفلت حركة الشباب بهذا الهجوم، ودعت المسلمين إلى دعم قادة الهجوم ضد إسرائيل وحلفائها.

وقد خلقت مشاركة الحوثيين في الهجمات ضد السفن البحرية التجارية في البحر الأحمر تقارباً كبيراً بين الحوثيين وتنظيم القاعدة وفروعه في المنطقة.

وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي : “نحن نقاتل من أجل إقامة العدل في الأرض، وحربنا أخلاقية لأن هدفنا نصرة المظلومين في الأرض، ولن نوقف عملياتنا العسكرية ضد إسرائيل حتى توقف جرائمها في غزة مهما كانت التضحيات”.

التقارب الأيديولوجي: الدعوة إلى الإسلام وهزيمة الغرب

وترى كلتا المجموعتين نفسيهما كمدافعين عن الإسلام، ولكن كأهداف للغرب.

وتقارن حركة الشباب بين تعرض المدنيين الفلسطينيين للغارات الجوية الإسرائيلية ووضع المدنيين الصوماليين تحت وطأة الغارات الجوية الأميركية من أجل كسب التعاطف.

وهذا يشبه موقف الحوثيين من الحرب في غزة، حيث يبرر الحوثيون هجماتهم المباشرة على إسرائيل والدول المجاورة والسفن البحرية التابعة لهم بحجة غزة.

وفي المقابل، يتم حشد الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية في اليمن، مقابل سيطرة الحوثيين على المحافظات (غير) الحوثية.

تحالف المصالح المتبادلة

إلى جانب الكراهية المشتركة للولايات المتحدة، هناك العديد من التحديات المالية التي تواجه جماعة الحوثي.

وتحتاج الحركة إلى رأس مال مالي لتغطية معاركها الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى دفع رواتب موظفيها، وتطوير قدراتها العسكرية، وتوسيع نشاطها محلياً وإقليمياً في منطقة القرن الأفريقي .

ولكن حركة الشباب تجنبت قدراً كبيراً من الانتقادات الدولية. فقد تجاوزت الميليشيا العقوبات الدولية التي تستهدف كبار قادتها ومموليها بسبب علاقاتها بالكيانات التجارية التي تمتلكها الحركة وتتعامل معها.

وتطرقت تقارير أخرى إلى مصادر تمويل حركة الشباب من جيبوتي وسياسيين صوماليين ، كما وثقت الأمم المتحدة.

وبحسب وزارة الخزانة الأميركية ، تجني حركة الشباب ما مجموعه 100 مليون دولار سنويا من خلال هذه القنوات. ويُعتقد أنها تنفق نحو ربع هذا الدخل على الأسلحة والمتفجرات.

حركة الشباب: دوافع أخرى

وفيما يتعلق بالمكاسب المحتملة لحركة الشباب، فقد عانت المنظمة من خسائر استراتيجية رئيسية في السنوات الأخيرة.

فقدت الحركة الطرق البحرية المطلة على المحيط الهندي في أوائل عام 2023 بعد منطقة غالمودوغ إثر ضغوط عسكرية متزايدة من الحكومة الصومالية، ما يعكس حاجتها لتأمين خطوط إمداد الأسلحة المستوردة.

ويشكل تطور القدرات الهجومية لحركة الشباب وامتلاكها طائرات بدون طيار وصواريخ أرض جو، مصدر قلق محلي وإقليمي ودولي، وقد يمكّن الحوثيين من تصعيد هجماتهم على السفن التجارية والعسكرية العاملة في البحر الأحمر.

وبعيداً عن تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، فإن أنشطة جماعة الحوثي الإرهابية لم تحظ دائماً باهتمام دولي كبير، إلا عندما تهدد أنشطة الاقتصاد العالمي.

الحوثيون يركزون اهتمامهم على القرن الأفريقي

ولكن اليوم تشير التقارير بالفعل إلى توسع نشاط الحوثيين في منطقة القرن الأفريقي.

وتشير التقارير حول صفقة محتملة من شأنها أن تجعل موسكو ترسل للحوثيين صواريخ مضادة للسفن متطورة، إلى جانب مزاعم بأن الصين تساعد الحوثيين في الحصول على الأسلحة، إلى أن المجموعة تفكر خارج نطاق الجهات الفاعلة غير الحكومية المارقة.

وإذا استمرت هذه الاتجاهات، فإن ما كان في السابق مجرد تمرد محلي سوف يستمر في النمو ليشكل تحديا جيوسياسيا للمجتمع الدولي.