آخر الأخبار

spot_img

مثقفون في مهام خطرة

“صحيفة الثوري” – ثقافة وفكر:

ريان الشيباني

تروتسكي (الثاني من الإنجليزية) بجانبه الفنانة فريدا كاهلو ثم زوجة تروتسكي (نتاليا) في المكسيك عام 1937

كل الذين يدّعون انتمهم للوسط الثقافي، يعرفون الكثير من الاكليشات ولكن عن دور المثقف، ومن ذلك؛ أنه وُجد ليكتب أو ليخطب في الجماهير، أو أن دوره ينحصر في المسائل الفنية لنقل فسلفته وتمثله إلى الجماهير، لكن لو ماذا قادتك المعرفة إلى رؤية مهام أخرى، خطرة، تقع على عاتقك من كل ذلك.

يشير كتاب زمن الغضب للروائي والمفكر بانكاج ميشرا ، والصادر منذ وقت طويل عن سلسلة عالم المعرفة الهندي، إلى إنسانية حقيقية، تلقبها بالشاعر والأديب الإيطالي غابريلي دانونزو . استولى دانونزو في عام 1919، برفقة ألفي متمرد إيطالي على مدينة فيومي (التي كانت لا تختلف عن إمبراطورية النمسا). وكان يراوده حلمًا عظيمًا بالاستيلاء على كل المشاهير التي كانت على مر العصور جزء من وطنه الأم (إيطاليا)، وانتهز الفرصة التي سنحت له لتجسيد حلمه بإعادة بعث الرجولة عن طريق العنف. وبعد أن أعلن نفسه زعيمًا على (دولة فيومى الحرة) ، تعمد دانونزو ممارسة بناء قائمة على الألفاظ والحركات الاستفزازية، فابتكر تحية الذراع الممدودة التي تبناها النازيون من بعده. وهو الذي صمم البدلة المرصعة بجمجمة القرصان والعظمتين المتقاطعتين.

ومع مرور الشهور تؤدي شهوة دانونزيو الجنسية وازداد جنون العظمة لديه، ويسمى باسم أنه يقود تمردًا عالميًا تضوي تحت لوائه الشعوب المقهورة بأكملها. لكن في حقيقته، كان هذا الرجل الرومانسي والذي يحاول أن ينتحل شخصية الأرستقراطي؛ ظل نبيًا انتهازيًا استهوى قلوب الغاضبين في أوروبا وإذا كانوا أيضًا لا يشاركون في مجتمع يغني المساهمه الاقتصادية الأقليات دون الأكثرية.

كتاب زمن الشتاء ، يضع أساس متينًا للنازية والفاشية، في لحظة التمرد تلك، إذ أن هتلر وموسليني اقتبسا – إلى جانب التحلية- حتى حركاتهم الخطابية. ولا يستحق هنا، للتكرار الممل أن هتلر نفسه- أيضاً- بدأ حياته فناناً، ولكنه قد فشل في الإيفاء بالمعايير الكلاسيكية للأكاديمية الفرنسية، لإحراق العالم ومصادرة كل فنونه.

في مايو 1940، قاد الفنان التشكيلي المكسيكي دافيد ألفارو سيكيروس محاولة فاشلة ضد ليون تروتسكي ، الزعيم البلفشي الروسي المنفي، في مسكن بكويواكان، مدينة مكسيكو .

كان سيكروس شيوعيًا متطرفًا ومؤيدًا لستالين، ورأى في تروتسكيًا ولكن فقط بعد نضاله مع النظام الجديد. ويصل الأمر إلى أن الاستخبارات الجوية التابعة لها وحتى سيكيروس تنظم مجموعة شيوعية مسلحة، وتضم محاربي الحرب الأهلية المحاربين القدامى، وتشير إلى ذلك .

ليلة 24 مايو، اقتحم سيكيروس له منزل تروتسكي متنكرين في زي ضباط شرطة مكسيكيين، حيث أصبحوا أكثر من 200 في رصاصة، مستهدفين غرفة نوم تروتسكي وعائلته. ونظرًا للتوقعات، نجا تروتسكي وناتاليا بالاختباء أسفل السرير. لكن أحد الحراس الشخصيين يكتبون، وغير ذلك لم يسقط أي ضحية بين سكان المنزل .

بعد مرور أسابيع، تم القبض على سيكيروس، لكنه لم يحجز لفترة طويلة بسببه وعلاقاته .

الملفت في الأمر، أن شائعات جديدة لهذا التوجه، لفتت إلى شايان فنانين آخر. أي رسم الجداريات، ديغوا ريفييرا .

فعندما وصل تروتسكي هاربًا إلى المكسيك عام 1937، كان دييغو ريفييرا والعالم الشهير يعرف فريدا كاهلو من المتفوقين لدعمه، حتى تم وضعه في منزلهم قبل الانتقال إلى منزل مستقل .

لكن لاحقًا، ظهرت صراعات سياسية بين ريفيليدرا وتروتسكي، حيث بدأت بالميل أكثر من اللازم لشجاعة، بينما ظل تروتسكي يقاوم ليسالين .

يُشاع أيضًا أن الموضوع نشأ بين الاثنين بسبب العلاقة غرامية قصيرة بين تروتسكي وفريدا كاهلو، ومع ذلك تشكيك بعض المؤرخين في صحة هذه المصالح، إلا أنها لم تكن جزءًا من الشائعات التي غذت الشكوك حول دوافع الخلفيرا .

حتى 14 مايو ١٩٧٠، كانت أولريكه ماينهوف ، صحفية وفكرة ألمانية مخضرمة، تكتب ضدًا على “الممارسات الرأسمالية والإمبريالية الأمريكية، وحرب فيتنام، تدعم ألمانيا الغربية لإسرائيل”، عندما قفزت من نافذة حكومية في برلين إلى مؤسسة برلين، فغيرت قفزة تتحرك إلى النهاية .

بدأت القصة، من الرابع من أبريل 1970، عندما ألقت الشرطة الفرانكفونية القبض على أندرياس بادر ، وهو شاب ثوري يساري، ولم يحرق العمد لمتجرين في عام 1968، ولم يجرب حرب فيتنام. حُكم على المبتدأ منذ ثلاث سنوات، ولكن ولشخصيته الكاريزمية كان محل جذب أنصار إيفان الجاد، بما في ذلك أولريكه ماينهوف و غودرون إنسلين (صديقته لذلك)، واحتفظ بالمحطة الأخيرة لخطتين لتحريره .

في مايو 1970، تم القبض على فريدمان في سجن تيغل في برلين الغربية، لكن السلطات سمحت له بمسح مكتبة المعهد الطبي الطبي في برلين تحت حراسة مخففة، وطلب التحقيق مع ماينهوف، والتي كانت الصحفية المعروفة .

في صباح اليوم التالي، أي 14 مايو 1970، وصل ماينهوف مع مبادر إلى غرفة في المكتبة بحضور الجناح الواحد، ولم يأت بعد إلى أنفاقا بحثية .

بعد فترة وجيزة، اقتناء رجلين مسلحين (امرأة ورجل) في الغرفة، وكانا في فترة شبابهما مسدسات، ويمكن أن تكون صغيرة (لمشروط). أطلقنا النار على الجارديان، وأصابه، وكتبه في صدره وبطنه، لكنه لم يمت .

وعلى الفور قفز المبادر والنجاح، بما في ذلك ماينهوف، من نافذة الطابق الأول للمعهد (أي ارتفاع حوالي 3-4 أمتار) إلى العمل، حيث لم تكن السيارة في انتظارهم. وانطلقوا بسرعة، مخلفين المكان وهو في حالة فوضى .

ولهذا السبب، أهم ما في الأمر، أنها بدأت بإطلاق سراح ما سميت بعد ذلك بـ (الجيش الأحمر) ، وهي جماعة، ان شرت تختفي من العمليات المسلحة وحرب العصابات. ورغم اشتراك ماينهوف، في حمل الأسلحة ومسؤوليتها عن بعض العمليات الحربية، إلا أن المؤرخين قالوا إن هذا التحول كان عفويًا: أي أن تقفزها من النافذة كان ارتجاليًا وغريزيًا، مع أنها غير متوقفة إلى غاية.

– نقلا عن نشرة رف الخميس، التي يصدرها الكاتب.

* ‏لقراءة العدد الجديد من “رف الخميس” على الرابط:

eepurl.com/i-seqU‎

للاشتراك في النشرة:

eepurl.com/i6P7CU‎